على أنّ قوله «لم يذكره المفسّرون ، خطأ ، لأن بيان سبب نزول الآي إنّما يؤخذ من الأخبار ، فكل ما يذكرونه من الروايات يكون بياناً لسبب النزول .
ولذا نقل السيوطي في لباب النقول بعد ذكر طائفتي الأخبار في سورة التحريم عن ابن حجر أنّه قال : يحتمل أن تكون الآية نزلت في السببين معاً (١) .
وأما ما نقله عن المصنف رحمهالله من قوله : وهذا يدلّ على بغضها في الغاية .
فخطأ ؛ لأنّ النسخة الصحيحة هي : «نقصها» بدل «بغضها» ، وبالضرورة أن من تغار لذلك الأمر اليسير حتى ترتكب الحرام ، وتكيد سيد المرسلين عمّا يحبّه لأشدّ النساء نقصاً وأقلهن شأناً .
على أنه بناء على نسخته فالمقصود بغضها للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لمنعها له عما يحبّ ، إذ ليس هو من شأن المحبّ ، وليس المقصود بغض النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لها ، إذ لا ربط له بالحديث .
ودعوى : « أنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم يحبها حباً شديداً ولا يحبّ من النساء مثلها»كاذبة بشهادة عدم مكثه عندها كما يمكث عند زينب وأم سلمة ، وغيرتها من خديجة لإكثار ذكرها .
والأخبار التي استدلوا بها على حبّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لها أكثرها من حديثها ، حتى إن مسلماً لم يرو عند ذكر فضائلها حديثاً في حبّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لها إلا عنها .
__________________
(١) لباب النقول : ٢١٧ ، وأنظر : فتح الباري ٨ / ٨٤٨.