ولكن بخله الشديد دعاه إلى هذه المقالة ؛ إذ لم تكن خازنة وممسكة لكلّ ما في يدها ليبقى إرثاً له .
فالأولى الإيراد على عائشة بأمور أخر يشتمل عليها الحديث ، فلنذكره بتمامه ، لتعرف صحة ماقلنا ، فنقول :
روى البخاري في كتاب الأدب (١) : «أنّ عائشة حدثت عن عبد الله بن الزبير قال : ــ في بيع أو عطاء أعطته عائشة ــ والله ، لتنتهين عائشة أو لأحجرنّ عليها .
فقالت : أهو قال هذا ؟
قالوا : نعم .
قالت : هو الله عليّ نذر أن لا أكلم ابن الزبير أبداً .
فاستشفع ابن الزبير إليها حين طالت الهجرة .
فقالت : لا والله ! لا أشفع فيه أبداً ، ولا أتحنّث إلى نذري .
فلما طال ذلك على ابن الزبير كلّم المسور بن مخرمة وعبد الرحمن ابن الأسود ، وقال لهما : أنشدكما بالله لما أدخلتماني على عائشة ، فإنّها لا يحل لها أن تنذر قطيعتي.
فأقبل به المسوّر وعبد الرحمن حتى استأذنا على عائشة ، قالت : ادخلوا .
قالوا : كلّنا ؟
قالت : نعم .... ولم تعلم أنّ معهما ابن الزبير ، فلما دخلوا دخل ابن الزبير عليها الحجاب ، فاعتنق عائشة وطفق يناشدها ويبكي ، وطفق
__________________
(١) في باب الهجرة وقول رسول الله : لا يحل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث . منه قدسسره .