أشار فيه إلى نجد ، فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : هناك الزلازل والفتن» (١) .
هذا تعلم الكلام في ثاني الحديثين ، فإن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أشار فيه بإشارة القريب ، فيقتضي أن يريد به بيت عائشة ، مع أن السَّوْق يقتضيه .
وقوله : كيف يقال : إن قرن الشيطان يطلع من حجرته المقدّسة».
طريف ؛ اذ أيُّ مانع منه إذا أراد به النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم الكناية عن عائشة ؟ !
ولا ينافي شأنه صلىاللهعليهوآلهوسلم طلوعه من الحجرة التي تطلع منها عائشة ، كما في نوح ولوط وزوجتيهما .
ولا أدري أي جرأة من المصنف رحمهالله وأي إساءة أدب منه ، وهو إنما نقل كلام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم المروي في كتبهم ؟!
أيرى الخصم أنّ التنبيه على الموجود فيها ، وإظهاره لطالب معرفة الحق جرأة وإساءة أدب ، فعليه لا يجوز للإنسان أن يقرأ قوله تعالى : ( إِن تَتُوبَا ) وقوله : ( وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ ) (٢) ؟ !
ولو كان مثل هذا جرأة على الله ورسوله لما ضرب الله تعالى لكشف حال عائشة وحفصة مثلاً بامرأتي نوح ولوط ، فإنّه جرأة على ثلاثة من الأنبياء بفضيحة أربع من نسائهم.
وأما ما ذكره من أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال يوم الإفك : « من يعذرني فيمن آذاني في أهل بيتي وقال : ما علمت على أهلى إلا خيراً ».
ففيه : ــ مع أنه من رواية عائشة وهي متهمة في إرادة جلب الفضل لنفسها ــ أن ظاهره إرادة الإيذاء بنسبة الفاحشة إليها ، وأنه ما علم منها إلا أنّها ليست محلّ الفاحشة ، وهو حق لكنه لا ينافي كونها ذات فتنة ، كما دلّ عليه
__________________
(١) صحيح البخاري ٩ / ٩٧ ذيل ح٤٢.
(٢) سورة التحريم ٦٦ : ٥ .