وجود الجزاء وتحققه في الآخرة ، وهذا عين مذهب أهل السنّة ، ولا تدلّ النصوص على وجوب الجزاء على الله تعالى .
وأما ما ذكر أنّهم «خالفوا المعقول ، وهو قبح التكليف المشتمل على المشقة من غير عوض فكلام غير معقول ؛ لأنّ العوض إذا كان مفقوداً يلزم هذا القبح ، إلا أن العوض كان غير واجب ، والكلام في عدم الوجوب . وأيضاً لا يلزم الإغراء على من قال : كل الخبز تشبع ، مع أن وجود الشبع عقيب أكل الخبز ليس بواجب .
وأما وجوب اللطف ، فهو ممنوع ، كما علمت أنه لا يجب عليه شيء.
ثمّ ما ذكر من الطامات ، وجرى على دأبه في ميدان المزخرفات ، فنقول مجيباً له على طرزه :
فلينظر العاقل المتبصر هل يرضى العاقل لنفسه لقاء الله تعالى باعتقاد أنه يجب عليه حقوق العباد ، وهو مديون لهم ، وله شركاء في الخلق ، مغلول اليد ، ليس له التكليف ، إلا بما يرضى به العبد ، كاذب في قوله : ( وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ ) (١) ، وكاذب في قوله : «إنّه لا يخاف لديّ المرسلون *إلا من ظلم ثمّ بدّل من بعد سوء حسناً» (٢) ؟ !
وما عذره عند الله في نسبة الكذب إليه في كلامه ، وأن محمداً صلىاللهعليهوآلهوسلم جاء للهداية ولم يهد إلا سبعة عشر رجلاً ، وشرذمة قليلة في كل عهد ؟!
وما عذره عند رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إذ يشتم أزواجه ، ويشتم أصحابه ،
__________________
(١) سورة طه ٢٠ : ١٢١ .
(٢) كذا ، والصحيح : ( إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ * إِلَّا مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ ) سورة النمل ٢٧ : ١٠ و ١١.