للعبد أثراً فيه وللزم بنسبة العلم والقدرة إلى العبد بالأولية ؛ لأن دعوى انصاف العبد بنحو صفات الله سبحانه ، أقرب إلى الشرك من نسبة الفعل إلى العبد .
وأما قوله : «مغلول اليد» ، فكذب قبيح نشأ من عدم مبالاة الخصم بالله تعالى في سبيل أغراضه ؛ إذ أي ربط لغل اليد بقولنا : يمتنع على الله سبحانه فعل القبيح وعقاب عبده بلا جرم ، لأنّه منزّه عن القبح والظلم ، وإن كان قادراً عليهما ؟ !
وأما قوله : «ليس له التكليف بما لا يرضى به العبد» فطريف ؛ لأنّ قولنا : لا يكلف إلا بالحسن لقبح التكليف بالقبيح لا يجعل التكليف منوطاً برضى العبد ، كيف وأكثر العبيد لا يرضون إلا بالقبيح ؛ كالكفر ، والزنا ، واللواط ، ونحوها .
وأما قوله : كاذب في قوله : ( وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ ) (١) ...» إلى آخره ، فأطرف من سابقه ؛ لأنّ إرادة خلاف الظاهر في الكتاب العزيز كثير ، وهي لا تستلزم الكذب .
كيف وهم قد خالفوا في آرائهم ما لا يحصى من الآيات ، كالآيات الدالة على أنّ العبد هو الفاعل ؟ ! على أن (إلا) في قوله تعالى : ( إِلَّا مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ ) (٢) للاستدراك ؛ بمعنى لكن ، كما في «الكشاف» وغيره (٣) .
__________________
(١) سورة طه ٢٠ : ١٢١
(٢) سورة النمل ٢٧ : ١٠ و ١١.
(٣) الكشاف ٣ / ١٣٨ ، تفسير الثعلبي ٧ / ١٩٢، تفسير البغوي ٣ / ٣٤٩ ، تفسير الرزاي ٢٤ / ١٨٥ .