على أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم قد اهتدى به الكثير ، واستشهد منهم الجم الغفير ، ثمّ بقي بعده قوم قال الله تعالى وأخبر في كتابه العزيز أنهم ينقلبون على أعقابهم (١) .
وأخبر رسول الله بأنّهم يرتدون على أدبارهم القهقرى ، ويدخلون النار إلا مثل همل النعم ، كما سبق في رواية البخاري (٢) .
وأخبر ــ أيضاً ــ بأنّهم يتبعون سنن من كان قبلهم حذو النعل بالنعل (٣) فانقلبوا كما انقلب قوم موسى وصالح وقد جاءا للهداية .
وأما قوله : « يشتم أزواجه وأصحابه» .
ففيه : إن المصنف رحمهالله ما شتمهم ولكن شتمهم الكتاب العظيم وأخبارهم ، فقد روى القوم أنفسهم أن بيت عائشة مطلع قرن الشيطان ، ومنه الفتنة (٤) ، فما ذنب المصنف رحمهالله إذا نقله إذا نقله عنهم ؟ !
وأما قوله : «فإن وافق واحداً منهم فلا علينا أن نعارضه فيه».
فخطأ ؛ لأنّ المصنف رحمهالله إذا بين مخالفة كلّ واحد منهم للكتاب والسُنّة والعقل ، بحيث يعلم منه أنّهم لا يقفون على دليل ، ولا يبنون مذهبهم على أساس ، فكيف يحسن السكوت عن جوابه ؟ !
وأمّا بقيّة كلماته فنحن نمرّ عليها كراماً .
__________________
(١) دليل قوله تعالى : ( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ) سورة آل عمران ٣ : ١٤٤ .
(٢) راجع : ٤ / و ٧ / ٩٩ و ١١٦ من هذا الكتاب.
(٣) راجع : ٤ / ٢٨١ و ٧ / ١٢٢ من هذا الكتاب.
(٤) راجع الصفحة ٤٩١ من هذا الجزء.