أحد ذهباً ما بلغ مُدّ (١) أحدهم ولا نصيفه (٢) » (٣)
ومنها : قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « أصحابي ، لا تتخذوهم غرضاً بعدي ، فمن أحبّهم فبحُبّي أحبّهم ، ومن أبغضهم فيبغضي أبغضهم ، ومن آذاهم فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله ، ومن آذى الله فيوشك أن يأخُذه » (٤) .
إلى غير ذلك من الأحاديث المشهورة في الكتب الصحاح.
منها : ما روى عن أبي برزة قال : «رفع ــ يعني النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ــ رأسه إلى السماء ، وكان كثيراً ما يرفع رأسه إلى السماء فقال : النجوم أمنة السماء ، فإذا ذهبت النجوم أتى أهل السماء ما يوعدون ، وأنا أمنةً أصحابي ، فإذا ذهبتُ ــ أنا ــ أتى أصحابي ما يوعدون ، وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أُمتي ما يوعدون» (٥) .
وفيها ، عن عبد الله بن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم « أكرموا أصحابي فإنّهم خياركم ، ثم الذين يلونهم ثم يظهر الكذب حتى إن الرجل ليحلف ، ولا يستحلف ، ويشهد ، ولا يُستشهد ، ألا من سرّه بحبوحة الجنّة ، فليلزم الجماعة ؛ فإنّ الشيطان فإنّ الشيطان مع الواحد وهو مع الاثنين أبعد ... » (٦) الحديث .
__________________
(١) المُدُّ بالضم ــ مكيال ، وهو ربع صاع . وإنّما قدره به لأنه أقل ما كانوا يتصدقون به في العادة . لسان العرب ٣ : ٤٠٠ مادة ــ مدد ــ .
(٢) النصيف : النصف هنا ؛ وهو أحد شقي الشيء ، أو أحد جزءي الكمال ، كما في الأساس . تاج العروس : ١٢ / ٥٠٠ مادة «نصف » .
(٣) سنن الترمذي ٥ / ٦٥٣ ح ٣٨٦١.
(٤) مسند أحمد ٤ / ٨٧.
(٥) صحیح مسلم ٧ / ١٨٣.
(٦) المعجم الأوسط ٣ / ٢٧٤ ح ٢٩٢٩ ، کنز العمّال ١١ / ٥٣٢ ح ٣٢٤٨٧ ( وفيه اختلاف في الألفاظ) .