وعن جابر بن عبد الله عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : « لا تَمسُّ النار مسلماً رآني ورأى من رآني» (١) .

وعن عبد الله بن معقل قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «الله الله في أصحابي .. لا تتخذوهم ، غرضاً ، فمن أحبهم فبحبي أحبهم ، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ، ومن آذاهم فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله ، ومن آذى الله يوشك أن يأخذه» (٢) .

وعن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « مثل أصحابي في أمتي كالملح في الطعام ، ولا يصلح الطعام إلا بالملح » (٣) .

وعن بريدة عن أبيه قال : قال رسول الله : « ما من أحد من أصحابي يموت بأرض إلا بعث قائداً ونوراً لهم يوم القيامة » (٤) .

والأخبار في هذا الباب كثيرة لا تحصى .

ثمّ إنّ من تأمّل سيرتهم ووقف على مآثرهم وجدهم في الدين ، وبذلهم أموالهم وأنفسهم في نصرة الله ورسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم يتخالجه شك في عظم شأنهم ، وبراءتهم عمّا نسب إليهم المبطلون من المطاعن ، ومنعه ذلك عن الطعن فيهم ، ورأى ذلك مجانباً للإيمان .

ونحن  ــ  إن شاء الله  ــ  نذكر كلّ ما طعن به هذا الرجل الضال ونجيب عنه على ما اعتمدنا  ــ  إن شاء الله تعالى  ــ  فنقول :

ما روي من الجمع بين الصحيحين أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : « لا

__________________

(١) سنن الترمذي ٥ / ٦٥١ ح ٣٨٥٨.

(٢) سنن الترمذي ٥ / ٦٥٣ ح ٣٨٦٢.

(٣) مشكاة المصابيح ٣ /  ٣٣٥ ح ٦٠١٥

(٤) سنن الترمذي ٥ / ٦٥٤ ح ٣٨٦٥