قد عرفت أنّ الروايات كثيرة في غاية الكثرة ، وبعضها صحيح ، والدلالة واضحة متأكّدة ، مع أنّ الأمر وما في معناه حقيقة في الوجوب مسلّم عند المحققين ، ومنهم الشارح رحمهالله فإنّه كثيرا ما يستدل بالجملة الخبرية على الوجوب ، ويستدل أيضا بالذكر في مقام البيان عليه ، ويستدل أيضا بالسياق ومقتضاه.
قوله : بعدّة أخبار واردة في مقام البيان. ( ٤ : ١٠٧ ).
لم نجد ما ذكره سوى رواية معاوية ( بن وهب (١) (٢) وهي مع الإضمار ، في سندها محمد بن عيسى عن يونس ، والشارح رحمهالله كثيرا ما يطعن من جهته (٣) ، ومع ذلك تتضمّن ذكر مستحبات كثيرة ، فليست مقصورة في بيان الواجبات ، ولا شكّ في كون القنوت من الراجحات المؤكّدة ، فربما ترك ذكر القنوت ، لغاية وضوح كون التكبيرات تكبيرات القنوت ، وأنّ المعهود المعروف ذكر القنوت بينها ، كما يشهد عليه صحيحة ابن مسلم (٤) التي سيذكرها الشارح رحمهالله والشهادة ظاهرة على الفطن.
مع أنّ في رواية معاوية : أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم صنع كذلك ، وغير خفي أنّ الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ما كان يترك القنوت ، وما كان يكبّر ولاء ، وهذا ينادي إلى ما ذكرناه.
نعم في رواية سليمان بن خالد عن الصادق عليهالسلام في صلاة العيدين ، قال : « كبّر ستّ تكبيرات واركع بالسابعة ، ثم قم في الثانية ، فاقرأ ثم كبّر
__________________
(١) الكافي ٣ : ٤٦٠ / ٣ ، التهذيب ٣ : ١٢٩ / ٢٧٨ ، الاستبصار ١ : ٤٤٨ / ١٧٣٣ ، الوسائل ٧ : ٤٣٤ أبواب صلاة العيد ب ١٠ ح ٢.
(٢) ما بين القوسين ليس في « أ » والمصادر ، وفي الوسائل : معاوية يعني ابن عمّار.
(٣) انظر المدارك ١ : ١١١ ، ٢ : ١٦٩ ، ٣ : ٣٥٠ ، ٦ : ٩٦.
(٤) المدارك ٤ : ١٠٨.