يطيقون ، فإذا أحسن حمد اللّه ، وإذا أساء استغفر اللّه فهذا مسلم بالغ» (١).
٥ ـ حديث إبراهيم بن أبي محمود قال : سألت أبا الحسن الرضا عليهالسلام عن قول اللّه عزوجل : (وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَ يُبْصِرُونَ) (٢)؟
فقال :
«إنّ اللّه تبارك وتعالى لا يوصف بالترك كما يوصف خلقه ، ولكنّه متى علم أنّهم لا يرجعون عن الكفر والضلال منعهم المعاونة واللطف ، وخلّى بينهم وبين اختيارهم.
قال : وسألته عن قول اللّه عزوجل : (خَتَمَ اللّه عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ) (٣)؟
قال : الختم هو الطبع على قلوب الكفّار عقوبة على كفرهم كما قال تعالى : (بَلْ طَبَعَ اللّه عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً) (٤).
قال : وسألته عن اللّه عزوجل هل يجبر عباده على المعاصي؟
فقال : بل يخيّرهم ويمهلهم حتّى يتوبوا.
قلت : فهل يكلّف عباده ما لا يطيقون؟ فقال : كيف يفعل ذلك وهو يقول : (وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ) (٥)؟
__________________
(١) بحار الأنوار : (ج٥ ص٩ ب١ ح١٤).
(٢) سورة البقرة : (الآية ١٧).
(٣) سورة البقرة : (الآية ٧).
(٤) سورة النساء : (الآية ١٥٥).
(٥) سورة فصلت : (الآية ٤٦).