قال : الحكم عليهم بما يستحقّونه على أفعالهم من الثواب والعقاب في الدنيا والآخرة» (١).
٧ ـ حديث الإمام الرضا عن آبائه ، عن الحسين بن علي عليهمالسلام : دخل رجل من أهل العراق على أمير المؤمنين عليهالسلام فقال : أخبرنا عن خروجنا إلى أهل الشام أبقضاء من اللّه وقدر؟
فقال له أمير المؤمنين عليهالسلام :
«أجل ياشيخ! فواللّه ما علوتم تلعة ولا هبطتم بطن واد إلاّ بقضاء من اللّه وقدر.
فقال الشيخ : عند اللّه أحتسب عنائي ياأمير المؤمنين!
فقال : مهلاً ياشيخ! لعلّك تظنّ قضاءا حتما وقدرا لازما ، لو كان كذلك لبطل الثواب والعقاب ، والأمر والنهي والزجر ، ولسقط معنى الوعد والوعيد ، ولم تكن على مسيء لائمة ، ولا لمحسن محمدة ، ولكان المحسن أولى باللائمة من المذنب ، والمذنب أولى بالإحسان من المحسن ، تلك مقالة عبدة الأوثان وخصماء الرحمن ، وقدريّة هذه الاُمّة ومجوسها ، ياشيخ! إنّ اللّه عزوجل كلّف تخييرا ، ونهى تحذيرا ، وأعطى على القليل كثيرا ، ولم يُعص مغلوبا ، ولم يُطع مكرها ، ولم يخلق السماوات والأرض وما بينهما باطلاً ، ذلك ظنّ الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار.
قال : فنهض الشيخ وهو يقول :
أنت الإمام الذي نرجو بطاعته |
|
يوم النجاة من الرحمن غفرانا |
__________________
(١) بحار الأنوار : (ج٥ ص١١ ب١ ح١٨).