أوضحت من ديننا ما كان ملتبساً |
|
جزاك ربّك عنّا فيه إحسانا |
...» (١) إلى آخر الأبيات.
٨ ـ حديث الجعفري ، عن الإمام أبي الحسن الرضا عليهالسلام قال :
«ذكر عنده الجبر والتفويض فقال : ألا اُعطيكم في هذا أصلاً لا تختلفون فيه ولا يخاصمكم عليه أحد إلاّ كسرتموه؟
قلنا : إن رأيت ذلك.
فقال : إنّ اللّه عزوجل لم يُطع بإكراه ، ولم يُعص بغلبة ، ولم يهمل العباد في ملكه ، هو المالك لما ملّكهم ، والقادر على ما أقدرهم عليه ، فإن ائتمر العباد بطاعته لم يكن اللّه عنها صادّا ، ولا منها مانعا ، وإن ائتمروا بمعصيته فشاء أن يحول بينهم وبين ذلك فعل ، وإن لم يحل وفعلوه فليس هو الذي أدخلهم فيه.
ثمّ قال عليهالسلام : من يضبط حدود هذا الكلام فقد خصم من خالفه» (٢).
٩ ـ حديث هشام بن الحكم قال : سأل الزنديق أبا عبداللّه عليهالسلام فقال :
«أخبرني عن اللّه عزوجل كيف لم يخلق الخلق كلّهم مطيعين موحّدين وكان على ذلك قادرا؟
قال عليهالسلام : لو خلقهم مطيعين لم يكن لهم ثواب لأنّ الطاعة إذا ما كانت فعلهم لم تكن جنّة ولا نار ، ولكن خلق خلقه فأمرهم بطاعته ، ونهاهم عن معصيته واحتجّ عليهم برسله ، وقطع عذرهم بكتبه ليكونوا هم الذين يطيعون ويعصون ، ويستوجبون بطاعتهم له الثواب ،
__________________
(١) بحار الأنوار : (ج٥ ص١٣ ب١ ح١٩).
(٢) بحار الأنوار : (ج٥ ص١٦ ب١ ح٢٢).