منه ، ثمّ يأمره بما يعلم أنّه لا يستطيع أخذه ، والإنزاع عمّا لا يقدر على تركه ، ثمّ يعذّبه على تركه أمره الذي علم أنّه لا يستطيع أخذه» (١) الخبر.
١٠ ـ حديث داود بن قبيصة قال : سمعت الرضا عليهالسلام يقول :
«سئل أبي عليهالسلام : هل منع اللّه عمّا أمر به؟ وهل نهى عمّا أراد؟ وهل أعان على ما لم يرد؟
فقال عليهالسلام : أمّا ما سألت : هل منع اللّه عمّا أمر به؟ فلا يجوز ذلك ، ولو جاز ذلك لكان قد منع إبليس عن السجود لآدم ، ولو منع إبليس لعذره ولم يلعنه.
وأمّا ما سألت : هل نهى عمّا أراد؟ فلا يجوز ذلك ، ولو جاز ذلك لكان حيث نهى آدم عن أكل الشجرة أراد منه أكلها ، ولو أراد منه أكلها ما نادى عليه صبيان الكتاتيب (وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى) (٢) واللّه تعالى لا يجوز عليه أن يأمر بشيء ويريد غيره.
وأمّا ما سألت عنه من قولك : هل أعان على ما لم يرد؟ فلا يجوز ذلك ، وجلّ اللّه تعالى عن أن يعين على قتل الأنبياء وتكذيبهم ، وقتل الحسين بن علي والفضلاء من ولده ، وكيف يعين على ما لم يرد وقد أعدّ جهنّم لمخالفيه ، ولعنهم على تكذيبهم لطاعته ، وإرتكابهم لمخالفته ؛ ولو جاز أن يعين على ما لم يرد لكان أعان فرعون على كفره وادّعائه أنّه ربّ العالمين! أفترى أراد اللّه من فرعون أن يدّعي
__________________
(١) بحار الأنوار : (ج٥ ص١٨ ب١ ح٢٩).
(٢) سورة طه : (الآية ١٢١).