الربوبية؟ يستتاب قائل هذا فإن تاب من كذبه على اللّه ؛ وإلاّ ضربت عنقه» (١).
١١ ـ روي أنّه دخل أبو حنيفة المدينة ومعه عبداللّه بن مسلم فقال له : ياأبا حنيفة! إنّ هاهنا جعفر بن محمّد من علماء آل محمّد عليهمالسلام فاذهب بنا إليه نقتبس منه علما. فلمّا أتيا إذا هما بجماعة من شيعته ينتظرون خروجه أو دخولهم عليه ، فبينما هم كذلك إذ خرج غلام حدث فقام الناس هيبةً له ، فالتفت أبو حنيفة فقال : يابن مسلم! من هذا؟ قال : هذا موسى إبنه ، قال : واللّه لاُجبّهنّه بين يدي شيعته. قال : مه! لن تقدر على ذلك ، قال : واللّه لأفعلنّه.
ثمّ التفت إلى موسى عليهالسلام فقال :
«ياغلام! أين يضع الغريب حاجته في بلدتكم هذه؟
قال : يتوارى خلف الجدار ، ويتوقّى أعين الجار ، وشطوط الأنهار ، ومسقط الثمار ، ولا يستقبل القبلة ولا يستدبرها ، فحينئذ يضع حيث شاء ، ثمّ قال : ياغلام! ممّن المعصية؟
قال : ياشيخ! لا تخلو من ثلاث إمّا أن تكون من اللّه وليس من العبد شيء فليس للحكيم أن يأخذ عبده بما لم يفعله ، وإمّا أن تكون من العبد ومن اللّه ، واللّه أقوى الشريكين فليس للشريك الأكبر أن يأخذ الشريك الأصغر بذنبه ، وإمّا أن تكون من العبد وليس من اللّه شيء فإن شاء عفا وإن شاء عاقب.
قال : فأصابت أبا حنيفة سكتة كأنّما اُلقم فوه الحجر.
__________________
(١) بحار الأنوار : (ج٥ ص٢٥ ب١ ح٣١).