إلى جابر بن عبداللّه الأنصاري ، كما تلاحظ السند في الإحقاق والعوالم (١).
وقد أفادت هذه الآية المباركة ، إرادة اللّه تعالى الذي إذا أراد شيئا فإنّما يقول له كن فيكون ، بالإرادة التكوينية التي لا يتخلّف مراده عنه ، إذهاب الرجس عنهم عليهمالسلام أي مطلق الرجس : القذارات والمآثم والأعمال القبيحة والاُمور الشيطانية والشكّ والأخلاق الذميمة بتصريح أهل اللغة في معنى الرجس.
مع تفسيره في القاموس بكلّ ما استقذر من العمل (٢).
وتفسيره في العين بكلّ قَذَر (٣) ..
ومعلوم أنّ دفع جنس الرجس يكون بدفع جميع أفراده.
خصوصا مع التصريح بعد دفع الرجس بالطهارة في نفس الآية بقوله : (وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرا) فهذه الجملة تفيد دفع جميع الأرجاس عنهم .. وذلك ضرورة عدم حصول التطهير بدفع بعض الأقذار دون بعض.
فيلزم أن يكون الذاهب جميع الأرجاس خصوصا مع التأكيد بعد «يطهّركم» بقوله : (تَطْهِيرا) والتطهير هو التنزّه والخلوص عن لوث جميع الأرجاس والأنجاس والمعاصي والخبائث وغيرها من المعايب والنقائص الظاهرية والباطنية ، كما أفاده في المشكاة (٤).
وخصوصا مع الإتيان بصيغة المضارع التي تفيد الإستمرارية في عدم الرجس ووجود التطهير في جميع مدّة حياتهم.
__________________
(١) إحقاق الحقّ : (ج٢ ص٥٥٤) ، والعوالم : (ج١١ القسم الثاني ص٩٣٠).
(٢) القاموس المحيط : (ج٢ ص٢١٩).
(٣) ترتيب كتاب العين : (ج١ ص٦٥٧).
(٤) مشكاة الأنوار : (ص١٥٠).