فتكون هذه الآية الشريفة صريحة في عصمتهم العظمى ، كما بيّنه في مصباح الهداية (١).
علما بأنّ إذهاب الرجس عنهم عليهمالسلام إنّما هو بمعنى دفعه والنزاهة عن وجوده لا بمعنى رفعه بعد وجوده وذلك لما يلي :
أوّلاً : إنّ المناسب مع غاية التطهير المستفادة من (ويطهّركم تطهيرا) هي النزاهة عن الرجس أساسا ، لا وجوده ثمّ رفعه بعدا .. وهذه قرينة داخلية.
ثانيا : إنّ الثابت بالأدلّة العقلية ، والنصوص المتواترة النقلية هي عصمتهم من أوّل عمرهم وقد ثبت من طريق الفريقين أنّ الملكين حافظي علي عليهالسلام ليفتخران على سائر الملائكة بأنّهما لم يصعدا إلى اللّه تعالى قطّ بشيء يسخطه (٢) وهذه قرينة خارجية.
ثالثا : إنّ باب الإفعال بل خصوص الإذهاب جاء لغة وشرعا بمعنى الدفع كقولهم : «أذهب اللّه عنك كلّ مرض وسقم» أي صرفه عنك .. لا بمعنى ذهاب الأمراض والأسقام بعد وجودها فيك.
والإستعمالات الشرعية للإذهاب بهذا المعنى في أحاديث الفريقين كثيرة وشايعة كما في مثل :
١ ـ قوله صلىاللهعليهوآله :
«من أطعم أخاه حلاوةً أذهب اللّه عنه مرارة الموت».
٢ ـ قول أمير المؤمنين عليهالسلام :
__________________
(١) مصباح الهداية : (ص١٧٢).
(٢) معالم الزلفى : (ص٣٢ ب٤٣ الأحاديث من الخاصّة) ، وإحقاق الحقّ : (ج٦ ص٩٧ الأحاديث من العامّة).