«من بدأ بالملح أذهب اللّه عنه سبعين داءا ما يعلم العباد ما هو».
٣ ـ حديث الإمام الكاظم عليهالسلام :
«إذا أصبحت فتصدّق بصدقة تُذهب عنك نحس ذلك اليوم ، وإذا أمسيت فتصدّق بصدقة تُذهب عنك نحس تلك الليلة».
.. إلى غير ذلك من الشواهد التي أحصاها بمصادرها كتاب آية التطهير (١).
ولنعم ما أفاده شيخنا المفيد قدسسره بقوله : «وليس يقتضي الإذهاب للرجس وجوده من قبل .. والإذهاب عبارة عن الصرف ، وقد يُصرف عن الإنسان ما لم يعتره كما يصرف عنه ما اعتراه .. ألا ترى أنّه يقال في الدعاء : «صَرَف اللّه عنك السوء» ، فيُقصد إلى المسألة منه تعالى عصمته من السوء ، دون أن يُراد بذلك الخبر عن سوء به».
كما وأنّ التطهير أيضا إنّما هو بمعنى الإبعاد والنزاهة عن الرجس لا الطهارة بعد النجاسة كما يشهد به نفس الإستعمال القرآني في مثل قوله تعالى : (رَسُولٌ مِنْ اللّه يَتْلُوا صُحُفا مُطَهَّرَةً) (٢) ، وقوله تعالى : (لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ) (٣).
وقد جاء التصريح بهذا المعنى في اللغة أيضا كما تلاحظه في مثل العين (٤) والقاموس (٥).
ثمّ إنّ هذه الآية الشريفة صريحة في إختصاصها بالأنوار الخمسة الطيّبة ،
__________________
(١) آية التطهير للسيّد الأبطحي : (ص٦٠).
(٢) سورة البيّنة : (الآية ٢).
(٣) سورة النساء : (الآية ٥٧).
(٤) ترتيب كتاب العين : (ج٢ ص١٠٩٧).
(٥) القاموس المحيط : (ج٢ ص٧٩).