كما هو مقتضى حاصريّة كلمة «إنّما» ، وإختصاصية أهل البيت مضافا إلى شأن نزولها فيهم باتّفاق الاُمّة وبإجماع المفسّرين.
فهي مختصّة بهم صلوات اللّه عليهم ، كما اعترف به أبو سعيد الخدري ، وأنس بن مالك ، وواثلة بن الأسقع ، وعائشة ، واُمّ سلمة ، كما في مجمع البيان (١).
ثمّ تجري هذه الآية الشريفة في الأئمّة الطاهرين الإثني عشر ، كما صرّحت به أحاديث تفسيره التي تلاحظها من الفريقين في غاية المرام (٢) ، وتلاحظ إحصاءها عن الطرفين في كتاب آية التطهير (٣).
مثل حديث الصدوق بإسناده عن عبدالرحمن بن كثير قال : قلت لأبي عبداللّه عليهالسلام : ما عنى اللّه بقوله : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللّه لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرا) (٤)؟
قال :
«نزلت في النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وأمير المؤمنين والحسن والحسين وفاطمة عليهمالسلام ، فلمّا قبض اللّه عزوجل نبيّه صلىاللهعليهوآله كان أمير المؤمنين إماما ثمّ الحسن ثمّ الحسين ثمّ وقع تأويل هذه الآية (وَأُوْلُوا الاْءَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّه) (٥) وكان علي بن الحسين عليهالسلام إماما ثمّ جرت في الأئمّة من ولد الأوصياء عليهمالسلام فطاعتهم طاعة اللّه
__________________
(١) مجمع البيان : (ج٨ ص٣٥٨).
(٢) غاية المرام : (ص٢٩٣).
(٣) آية التطهير : (ج٢ ص٢٥١ ـ ٢٧٦).
(٤) سورة الأحزاب : (الآية ٣٣).
(٥) سورة الأنفال : (الآية ٧٥) ، وسورة الأحزاب : (الآية ٦).