وللتخلّف باعث معنويّ يدركه كلّ ذي رؤية.
ومنها : شهادة عمر أنّ بيعته كانت فلتة ، وقد رووها في كتبهم (١) ، وتأوّلوها بالفجاءة (٢) ، وقوم قالوا : فتنة (٣).
ومنها : استقالته المشهورة ، وهي مرويّة بأنحاء مختلفة (٤).
ومنها : منع فاطمة الزهراء عليهاالسلام إرثها بروايةٍ مخالفةٍ للقران ، وقد روى البخاري بطريقين أنّ فاطمة عليهاالسلام أرسلت تطالبه بميراثها فمنعها من ذلك فغضبت على أبي بكر وهجرته ولم تكلّمه حتّى ماتت (٥) ، ودفنها عليّ عليهالسلام ليلاً ، ولم يُؤذن به أبو بكر (٦).
وهذا لا يكون إلا من عدم إنذار النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أهل بيته ، فيلزم أن يكون النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قد خالف الله تعالى في قوله تبارك وتعالى (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) (٧) لأنّه لم ينذر عليّاً وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام والعبّاس ولا أحداً من بني هاشم الأقربين ، ولا أحداً من نسائه ، ولا أحداً من المسلمين!
__________________
(١) صحيح البخاري ٨ : ٢٠٨ ، ٢١٠ كتاب المحاربين ، مسند أحمد ١ : ٥٥ ، تاريخ الخلفاء للسيوطي : ٦٧ ، السيرة الحلبيّة ٣ : ٣٦٣ ، السيرة لابن هشام ٤ : ٣٠٨ ، الصواعق المحرقة : ٥ ، ٨ ، ٢١ ، شرح نهج البلاغة ٢ : ٥٠ وفي تاريخ الطبري ٣ : ٢١٠ فلتة كفلتات الجاهلية فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه.
(٢) تيسير الوصول إلى جامع الأُصول ٢ : ٤٣.
(٣) النهاية لابن الأثير ٣ : ٤٦٧.
(٤) تذكرة الخواص : ٦٢ ، مجمع الزوائد ٥ : ١٨٣ ، الإمامة والسياسة ١ : ١٤ ، كنز العمال ٥ : ٥٨٨ ح ١٤٠٤٦ وص ٥٨٩ ح ١٤٠٥٠ ، وص ٦٣١ ح ١٤١١٢ ، وص ٦٥٦ ح ١٤١٥٤ ، تاريخ مختصر الدول : ٥٨ ، سرّ العالمين : ٢٠ ٢٢ المقالة الرابعة ، نهج الحق : ٢٦٤.
(٥) صحيح البخاري ٤ : ٩٦ كتاب الوصايا ، باب فرض الخمس ، وأُنظر صحيح مسلم ٤ : ٣٠ كتاب الجهاد والسير ح ١٧٥٩ ، وسنن الترمذي ٤ : ١٥٧ ح ١٦٠٧ ، ومسند أحمد ١ : ٦ ، ٩ ، ١٠ ، وسنن البيهقي ٦ : ٣٠٠ ، والبداية والنهاية ٥ : ٢٨٥ ، والسيرة النبويّة لابن كثير ٤ : ٤٩٥ ، السيرة النبويّة للذهبي : ٤١٢ وكنز العمال ٥ : ٦٠٤ ح ١٤٠٦٩ ، والطبقات الكبرى ٢ : ٢٤٠ وج ٨ : ٢٣ ، وتاريخ المدينة المنوّرة ١ : ١٩٦.
(٦) مستدرك الحاكم ٤ : ١٦٢ ، الصواعق المحرقة : ٨ ، كفاية الطالب : ٣٧٠ ، تاريخ المدينة المنوّرة ١ : ١١٠ ، سنن البيهقي ٤ : ٢٩.
(٧) الشعراء : ٢١٤.