أطولهم باعاً في العلوم الفقهيّة ، وأخبرهم بفنون المعقول والمنقول. وكان من المبرّزين في العلم والفضل مدقّقاً ، فهو علّامة عصره وفريد دهره ، فقيه مجتهد ، وقد سئل أبوه : من أفقه الناس؟ فقال : أنا وولدي موسى والشهيد الأوّل. وكان الشيخ محمّد حسن ياسين والسيّد علي الطباطبائي وغيرهما من العلماء يفضّلونه على أبيه في الدقّة والمتانة ، انتهت إليه المرجعيّة العامّة بعد والده فهو الزعيم الديني المطاع ، والعلّامة الذي ملأ صيته الأصقاع (١).
وقال صاحب الروضات في حقّه : وكان خلاقاً للفقه ، بصيراً بقوانينه ، لم تبصر نظيره الأيّام ، وكان أبوه يقدّمه في الفقه على من عدا المحقّق والشهيد المرحومين. وله شرح رسالة أبيه من أوّل الطهارة إلى آخر الصلاة في مجلّدين (٢).
٢ ـ ولده الشيخ علي النجفي (المتوفى ١٢٥٣ ه ق) ، وهو أحد أنجال الشيخ الأربعة الأعلام الذين نهضوا بأعباء الزعامة والتحفوا بأبراد المجد والكرامة ، كان عالماً فاضلاً ، تقيّاً ، ورعاً ، زاهداً ، مجتهداً ، ثقة ، عدلاً ، جليل القدر ، عظيم المنزلة ، إليه انتهت الرئاسة العلميّة ، ورجعت إليه الفتيا والقضاء بعد أبيه وأخيه الشيخ موسى ، من كافّة الأقطار الشيعيّة.
وكان ذا همّة عالية وحزم وإقدام ، لا تأخذه في الله لومة لائم ، كثير الذكر ، دائم العبادة ، مواظباً على الطاعات ، امراً بالمعروف ، ناهياً عن المنكر ، له مناقب جمّة وكرامات باهرة ، تنسب له ملاقاة الحجّة «عجّل الله فرجه». وله كتاب في الخيارات ورسالة في حجّيّة الظنّ مفصّلاً والقطع والبراءة والاحتياط ، على الطريقة التي تابعه عليها تلميذه «العلّامة الأنصاري» ، وله رسائل كثيرة متفرّقة ، وله تعليقة على رسالة والده : «بغية الطالب» لعمل المقلّدين (٣).
٣ ـ ولده الشيخ حسن كاشف الغطاء (١٢٠١ ١٢٦٢ ه. ق).
وهو البارز في عصره ، انتهت إليه رئاسة الشيعة الإماميّة. كان عَلَماً في الفقه ، ومناراً في الأُصول ، زاهداً عابداً ، وهو على جانب عظيم من حسن الخلق وطيب المفاكهة ، لا تحصى مفاخره ، ولا تستقصى ماثره.
__________________
(١) ماضي النجف وحاضرها ٣ : ١٩٩.
(٢) روضات الجنّات ٢ : ٢٠١.
(٣) ماضي النجف وحاضرها ٣ : ١٦٨ ، ١٧٠.