وروى البخاري في صحيحه عن نافع بن عمر ، قال : قام النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم خطيباً فأشار نحو مسكن عائشة وقال : «الفتنة تطلع من هنا ، ثلاثاً ، حيث يطلع قرن الشيطان» (١).
وروى فيه أيضاً قال : خرج النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم من بيت عائشة وقال : «رأس الكفر من هنا ، من حيث يطلع قرن الشيطان» (٢).
ورووا عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم نباح كلاب الحوأب ، وغير ذلك. وكتبهم مملوءة من (٣) ذمّها وذمّ أبيها بأحاديث النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم (٤).
ورووا : أنّ عائشة لمّا حضرتها الوفاة جزعت ، فقيل لها : تجزعين يا أُمّ المؤمنين وأنتِ زوجة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وبنت الصديق فقالت : إنّ يوم الجمل معترض في حلقي ، ليتني متّ وكنت نسياً منسيّاً (٥).
ونقل في ربيع الأبرار ، قال جميع بن عمر : دخلت على عائشة ، فقلت لها : من كان أحبّ إلى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم؟ قالت : فاطمة ، قلت لها : إنّما أسألك عن الرجال؟ قالت : زوجها عليّ بن أبي طالب ، وما يمنعه ، فوالله إنّه كان صوّاماً قوّاماً ، وقد سالت نفس رسول الله بيده فردّها إلى فيه وأيّ رجل يماثله؟ قلت : فما حملكِ على ما كان؟ فأرسلت خمارها على وجهها وبكت ، وقالت : أمر قُضي
__________________
(١) صحيح البخاري ٤ : ١٠٠ باب ما جاء في بيوت أزواج النبيّ (ص) وأُنظر مسند أحمد ٢ : ٢٣ ، ٢٦ ، وصحيح مسلم ٥ : ٤٢٣ كتاب الفتن ح ٢٩٠٥ ، ونهج الحق : ٣٧٢.
(٢) وجدناه في مسند أحمد ٢ : ٢٣ ، ٢٦ وج ٦ : ٩٧ ، وصحيح مسلم ٥ : ٤٢٤ ، كتاب الفتن ح ٢٩٠٥ ، ومستدرك الحاكم ٣ : ١٢٠ ، ونهج الحقّ : ٣٧٢.
(٣) في «س» ، «م» : في.
(٤) صحيح البخاري ٧ : ٥٧ كتاب الطلاق ، صحيح مسلم ٣ : ٢٦٠ كتاب الرضا ح ١٤٢٦ ، مسند أحمد ١ : ٣٣ ، مناقب الإمام أمير المؤمنين لابن سليمان ٢ : ٢٤٦.
(٥) البداية والنهاية ٦ : ٢١٢ ، تاريخ الطبري ٣ : ١١ ، الكامل في التاريخ ٣ : ١٠٣ ، مروج الذهب ٢ : ٣٦٦ ، المناقب للخوارزمي : ١٨٢ ح ٢١٩ ، ٢٢٠ ، ربيع الأبرار ٣ : ٣٤٥ بتفاوت فيهما ، تاريخ بغداد ٩ : ١٨٥ وفيه : أصل الندم. مسند أحمد ١ : ٢٧٦ ، المنتظم لابن الجوزي ٥ : ٩٥ بتفاوت.