وهو صاحب كتاب «كشف الغطاء» الذي هو باسط العطاء على أُولي الذكاء والصفاء والوفاء ، وعلى غيرهم في غاية الغموض والخفاء. وشرح أوائل متاجر قواعد العلّامة ، والعقائد الجعفريّة ، ورسائل عديدة سديدة في الأُصول والعبادات ، محتوية على إيجازها على غرائب التنبيهات والتفريعات وعجائب التحقيقات (١).
٣ ـ وقال المحقّق الخوانساري في كتابه روضات الجنّات : أُستاذ الفقهاء الأجلّة ، وشيخ مشايخ النجف والحلّة. كان رحمة الله عليه من أساتذة الفقه والكلام وجهابذة المعرفة بالأحكام ، معروفاً بالنبالة والإحكام ، منقّحاً لدروس شرائع الإسلام ، مفرّعاً لرؤوس مسائل الحلال والحرام ، مروّجاً للمذهب الحقّ الاثني عشري كما هو حقّه ، ومفرّجاً عن كلّ ما أشكل في الإدراك البشري ، وبيده رتقه وفتقه ، مقدّما عند الخاصّ والعامّ ، مُعظّماً في عيون الأعاظم والحكّام ، غيوراً في باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وقوراً عند هزائز الدهر وهجوم أنحاء الغِيَر ، مطاعاً للعرب والعجم في زمانه ، مفوّقاً في الدنيا والدين على سائر أمثاله وأقرانه. ومن صفاته المرضيّة أنّه رحمهالله كان شديد التواضع والخفض واللين ، وفاقد التجبّر والتكبّر على المؤمنين ، مع ما فيه من الصولة والوقار والهيبة والاقتدار.
فلم يكن يمتاز في ظاهر هيئته عن واحد الأعراب ، وترتعد من كمال هيبته فرائص أُولي الألباب.
كان أبيض الرأس واللحية في أزمنة مشيبة ، كبير الجثّة ، رفيع الهمّة ، سَمِحاً شجاعاً ، قويّاً في دينه ، بصيراً في أمره.
كان يرى استيفاء حقوق الله من أموال الخلائق على سبيل الخرق والقهر ، ويباشر صرف ذلك بمحض القبض إلى مستحقّيه الحاضرين من أهل الفاقة والفقر (٢).
٤ ـ وقال المحدّث النوري في حقّه : وهو من آيات الله العجيبة التي تقصر عن دركها العقول ، وعن وصفها الألسن ، فإن نظرتَ على علمه فكتابه «كشف الغطاء» الذي ألّفه في سفره ينبؤك عن أمر عظيم ، ومقام عليّ في مراتب العلوم الدينيّة ، أُصولاً وفروعاً.
وإن تأمّلت في مواظبته للسنن والاداب وعباداته ومناجاته في الأسحار ومخاطبته
__________________
(١) مقابس الأنوار : ١٩.
(٢) روضات الجنّات ٢ : ٢٠٠.