وقد روي من طرق أهل السنّة في هذا المعنى أكثر من ستّين حديثاً ، كلّها تشتمل على ذكر الاثني عشر (١) ، وفي بعضها ذكر أسمائهم (٢) ، وكتبهم مملوءة من ذلك.
وعن أبي طالب أنّه قال له : يا عمّ ، يخرج من ولدك اثنا عشر خليفة ، منهم يخرج المهدي من ولدك ، به تصلح الأرض ، ويملؤها الله قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً (٣). إلى غير ذلك من الأخبار المنقولة في كتبهم على هذا النحو (٤).
ولا يراد بالخلفاء أرباب السلطنة والدولة ؛ لزيادة عددهم من قريش أضعافاً مضاعفة ؛ لأنّه يظهر من بعضها أنّ آخرهم متّصل بآخر الزمان ، وفي بعضها الأخر المهدي.
ثمّ اعتنائه ببيان الطاغين والظالمين من العبّاسيّين بعيد.
وثبوت الخلافة لا يتوقّف على بسط اليد ، كما أنّ النبوّة والرسالة كذلك. وعلى تقدير التوقّف ، فحملها على الرجعة موافق لرأينا فإنّ طائفة منّا حكموا بثبوت الرجعة للجميع في نهاية الاستقلال.
ومنها : ما يدلّ على ثبوت إمامة الاثني عشر بعد أدنى تأمّل ، كما نقل عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال : «عدد أوصيائي من بعدي عدد أوصياء موسى وحواريّي
__________________
(١) أُنظر سنن أبي داود ٢ : ٥٠٨ ح ٤٢٧٩ ، ٤٢٨٠ ، ومسند أحمد ١ : ٣٩٨ وج ٥ : ٨٧ ١٠٨ ، وفرائد السمطين ٢ : ١٤٧ ، ح ٤٤٢ ٤٤٥ ، وتاريخ بغداد ١٤ : ٣٥٣ ح ٧٦٧٣ ، ومستدرك الحاكم ٣ : ٦١٨ ، والخصائص الكبرى ٢ : ٤١٥ ، ومصابيح السنّة ٢ : ١٩٢ ، وتيسير الوصول إلى جامع الأُصول ٢ : ٣٣ ، وينابيع المودّة ٣ : ٢٨٩ ٢٩٢ ، والعمدة لابن البطريق : ٤١٦ ٤٢٣.
(٢) انظر فرائد السمطين ٢ : ٣١٩ ح ٥٧١ ، وص ٣٢١ ح ٥٧٢ ، وص ١٣٦ ح ٤٣٢ ٤٣٥ ، وينابيع المودّة ٣ : ٢٨٢ ٢٨٤ ، والغيبة للطوسي : ١٤٩ ح ١١٠ ، وص ١٥٠ ح ١١١ ، ومناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ١ : ٢٨٠ ، ٢٨٢ ، وكفاية الأثر : ١٧ ، ٤٠ ، ٥٤ ، ٥٨ ، ٦٢ ، ١٦٧ ، ١٧٧ ، وبحار الأنوار ٣٦ : ٢٦٠ ح ٨١ وص ٣٠٥ ح ١٤٤ ، وإثبات الهداة ٣ : ٩٤ ح ٨١٠ ، ٨١١.
(٣) فرائد السمطين ٢ : ٣٢٩ ح ٥٧٩ ، إعلام الورى : ٣٨٦ بتفاوت ، إحقاق الحق ١٣ : ٧٤ ، مناقب آل أبي طالب ١ : ٢٩٣ ، بحار الأنوار ٣٦ : ٣٠١ ح ١٣٨.
(٤) انظر سنن الترمذي ٤ : ٥٠٥ ح ٢٢٣٠ ، وسنن أبي داود ٢ : ٥٠٨ ، ٥١١ كتاب المهدي ح ٤٢٧٩ ٤٢٩٠ ، وسنن ابن ماجة ٢ : ١٣٦٦ ١٣٦٧ ح ٤٠٨٢ ٤٠٨٥ ، ومسند أحمد ٥ : ٩٧ ١٠١ ، وفرائد السمطين ٢ : ٣١٢ ح ٥٦٢ ، ٥٦٤ ، وينابيع المودّة ٣ : ٢٩١ ، ٢٩٦ ، ومجمع الزوائد ٧ : ٣١٧ ، وإحقاق الحق ١٣ : ١ ٧٤.