على المناوئين وقسم المملكة بين أولاده وجعل الأمير چوبان وزيره الملازم له ابنه الخواجة دمشق ... فكان لهذا وقع كبير في نفسه إذ شعر بالوطأة الشديدة فلم يطق الصبر عليها ، ولا بالى بالمخاطر ... ومهما كان السبب الظاهري فالغرض القضاء على سيطرة چوبان وأولاده فكان ما كان مما مر بيانه واستورز الخواجة محمد غياث الدين ابن الوزير الخواجة رشيد الدين فكان لإدارته خير وقع في النفوس فانتظم أمر المملكة واتسعت الأحوال ولم يبق لأحد ما تدخل في الحكم من الرعايا والعسكر والبلاد سوى حكم السلطان والوزير ... فأمن الرعايا أيام وزارته أمنا لم يروا مثله ابدا ، ولا شاهدوا نظيره من كثرة الخيرات ، ورخص الاسعار ، وانتظام أمور المملكة في جميع أيام المغول ... والأوضاع الخارجية مع المصريين خاصة على أحسن ما يرام وقد أوسعنا القول عنها فيما مضى (١) ...
وكان السلطان من نوادر الشعراء. توفي بمرض الصرع ، وعلى ما قص آخرون أنه سمته زوجته بغداد خاتون بمنديل مسموم تمسح به بعد الجماع لأنه تزوج عليها دلشاد خاتون ... وقد ذكره ابن خلدون وابن الوردي وصاحب تاريخ كريده وصاحب كلشن خلفاء وغير هؤلاء من معاصرين وغير معاصرين ... وأخص بالذكر صاحب ذيل جامع التواريخ فإنه أتم به باقي سلاطين المغول وأوسع القول عن السلطان أبي سعيد ووالده واعتمد في الغالب على أبي القاسم عبد الله القاشاني وكان كتبه بأسلوب سهل الأخذ ، وفيه تفصيل إلا أن حظ العراق منه قليل ... والغريب أني لم أجد له للأصل ترجمة تركية بخلاف التواريخ الأخرى فقد رأيت غالبها مترجما.
وقد مر في حوادث ٧٢٧ من التفصيلات عن قضية تزوج السلطان
__________________
(١) كلشن خلفا.