فلما سمع شيخ زاده البروانه هذا الكلام ورأى لهم الاستعداد والأهبة رجع خائفا وعرض على السلطان ازبك مقالة الوزير وحينئذ تحقق له ما حكاه شيخ زاده بن بروانه ولاحت له الآراء الصائبة فعلم أن لا مصلحة له في التعرض بهذه الممالك فقفل راجعا ...
وكان أرسل السلطان ارپاخان حملة من عساكره عليهم فلم يجدوا لهم أثرا ورجع السلطان والوزير والأمراء والعساكر بنشوة حسن السمعة والسلامة ... تحقق ذلك كله لعلي باشا وعلمت دلشاد خاتون أن طائفة الأويرات صاحبة اطماع وشرور وأنها إذا ظفرت بالملك أخربت العالم فكرهت أن تجعل نفسها سببا لهلاك الناس فأبدت أنها لم تكن حاملا من السلطان أبي سعيد وتنحت عن الدخول في هذا الأمر وركوب معمعته ...
فلما رأى علي باشا أن هذه الخاتون قد تنصلت منه وخافت العاقبة دعا إليه شخصا نساجا من المغول المقيمين شتاء حول دقوقا وأعلن أنه من نسل بايدوخان وسماه (موسى خان) وتابعه هو ومن معه من الأمراء وأجلسه على تخت السلطنة وحينئذ سمع الوزير بفعله فأنكره وأنفذ إليه رسائل يعظه بها ويحذره ويرغبه في الدخول في طاعة السلطان ووعده بمواعيد حسنة فما بالى وأصر على النزاع ثم توجه نحو اردو السلطان ارپاخان والوزير بعساكره وجهوا للقائه فتقاربوا في حدود حقو قريبا من بلدة مراغة.
فلما شاهد موسى خان تلك العساكر العظيمة والرايات السلطانية خاف خوفا شديدا. أما علي باشا فقد كاتبه جماعة من الأمراء الذين مع السلطان مثل أميرزاده محمود والأمير اكرنج وسلطان شاه وهؤلاء فكروا أن أرباخان رجل حاد وفيه صلابة وأن الوزير لا يدع لأحد منهم مجالا يرفع فيه رأسا وأنهم إذا عدلوا إلى علي باشا يكونون حكاما والأمر لهم