منكم لن ينجو بعمله ، قالوا ولا أنت يا رسول الله؟ قال : ولا أنا إلا أن يتغمّدني الله برحمته» (١). ومنه قوله تعالى مخبرا عن خلق السموات والأرض وما بينهما : (فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ) (الفرقان : ٥٩) فإنه يقتضي أن يكون يوما من أيام الجمعة (٢) [بقي لم يخلق فيه شيء. والظاهر من الأحاديث الصّحاح أن الخلق ابتدأ يوم الأحد وخلق آدم يوم الجمعة] (٢) آخر الأشياء ، فهذا يستقيم مع الآية الشريفة ؛ ووقع في «صحيح مسلم» أن الخلق ابتدأ يوم السبت (٣) ، فهذا بخلاف الآية ؛ اللهم إلاّ أن يكون أراد في الآية ....
__________________
(١٨) ، أقوالا في الجمع بين الآية والحديث «لن يدخل أحدكم الجنة بعمله» عن ابن بطال ، وابن الجوزي ، وابن القيم ، وابن هشام فانظره.
(١) الحديث متفق عليه من رواية أبي هريرة رضياللهعنه أخرجه البخاري في الصحيح ١١ / ٢٩٤ الحديث (٦٤٦٧) ، وأخرجه مسلم في الصحيح ٤ / ٢١٧٠ الحديث (٧٦ / ٢٨١٦) واللفظ له.
(٢) ليست في المخطوطة.
(٣) أخرجه مسلم في الصحيح ٤ / ٢١٤٩ من رواية أبي هريرة رضياللهعنه ، في كتاب صفات المنافقين ... (٥٠) ، باب ابتداء الخلق ... (١) ، الحديث (٢٧ / ٢٧٨٩) ، وذكر ابن القيم في المنار المنيف ص ٨٤ ـ ٨٦ الفصل (١٩) ، الحديث (١٥٣) كلاما حول الحديث فقال : (ويشبه هذا ما وقع فيه الغلط من حديث أبي هريرة : «خلق الله التّربة يوم السبت ...» الحديث. وهو في «صحيح مسلم» ، ولكن وقع الغلط في رفعه ، وإنما هو من قول كعب الأحبار ، كذلك قال إمام أهل الحديث : محمد بن إسماعيل البخاري في «تاريخه الكبير». وقاله غيره من علماء المسلمين أيضا ، وهو كما قالوا ، لأن الله أخبر أنه خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام. وهذا الحديث يقتضي أن مدة التخليق سبعة أيام والله تعالى أعلم). وقد علق أستاذنا فضيلة الشيخ عبد الفتاح أبو غدّة على كلام ابن القيم في حاشيته فقال (ونصّه بسنده ومتنه : «حدّثني سريج بن يونس وهارون بن عبد الله ، قالا : حدّثنا حجّاج بن محمد ، قال : قال ابن جريج : أخبرني إسماعيل بن أميّة ، عن أيوب بن خالد ، عن عبد الله بن رافع مولى أمّ سلمة : عن أبي هريرة قال : أخذ رسول الله صلىاللهعليهوسلم بيدي فقال : خلق الله عزوجل التربة يوم السبت ، وخلق فيها الجبال يوم الأحد ، وخلق الشجر يوم الاثنين ، وخلق المكروه يوم الثلاثاء ، وخلق النور يوم الأربعاء ، وبثّ فيها الدّوابّ يوم الخميس ، وخلق آدم عليهالسلام بعد العصر من يوم الجمعة ، في آخر الخلق في آخر ساعة من ساعات الجمعة ، فيما بين العصر إلى الليل». قال العلامة المناوي في فيض القدير ٣ / ٤٤٨ «قال ـ الزركشي في التذكرة في الأحاديث المشتهرة ص ٢١٢ الباب السابع في القصص ـ أخرجه مسلم وهو من غرائبه ، وقد تكلّم فيه ـ أي في هذا الحديث ـ ابن المديني والبخاري وغيرهما من الحفاظ ، وجعلوه من كلام كعب الأحبار ، وأنّ أبا هريرة إنما سمعه منه ، لكن اشتبه على بعض الرواة فجعله مرفوعا. وقد حرّر ذلك البيهقي ـ في كتابه «الأسماء والصفات» ص ٣٨٣ و ٣٨٤ ـ وذكره ابن كثير في «تفسيره». وقال بعضهم : هذا الحديث في متنه غرابة شديدة ، فمن ذلك أنه ليس