* قال السهيلي [رحمهالله] : وأما النفس فعبارة عن حقيقة الوجود دون معنى زائد ، وقد استعمل من لفظها النفاسة والشيء النفيس ، فصلحت للتعبير عنه سبحانه ، بخلاف ما تقدم من الألفاظ المجازية.
وأما الذات (١) فقد استوى أكثر الناس [بأنها] (٢) معنى النفس والحقيقة ، ويقولون : ذات البارئ هي نفسه ، ويعبّرون بها عن وجوده وحقيقته. ويحتجون بقوله صلىاللهعليهوسلم في قصة إبراهيم : «ثلاث كذبات كلّهن في ذات الله» (٣).
قال : وليست هذه اللفظة إذا استقريتها في اللغة والشريعة كما زعموا ، وإلا لقيل : عبدت [ذات] (٢) الله ، واحذر ذات الله ، وهو غير مسموع ، ولا يقال إلا بحرف في المستحلّ (٤) معناه في حق البارئ تعالى ، لكن حيث وقع فالمراد به الديانة والشريعة التي هي ذات الله ، (٥) فذات وصف للديانة (٥). هذا هو المفهوم من كلام العرب ، وقد بان غلط من جعلها عبارة عن نفس ما أضيف إليه.
* ومنه إطلاق [٨٩ / ب] العجب على الله [تعالى] في قوله : (بَلْ عَجِبْتَ) (الصافات : ١٢) على قراءة حمزة والكسائي (٦) ، بضم التاء على معنى أنهم قد حلّوا محل من يتعجّب منهم. قال الحسين بن الفضل (٧) : العجب من الله تعالى إنكار الشيء وتعظيمه ، وهو
__________________
(١) في المخطوطة (وأما الذاتية).
(٢) ليست في المخطوطة.
(٣) الحديث متفق عليه من رواية أبي هريرة رضياللهعنه ، أخرجه البخاري في الصحيح ٦ / ٣٨٨ كتاب الأنبياء (٦٠) ، باب قول الله تعالى (وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلاً) [النساء ١٢٥] ... (٨) ، الحديث (٣٣٥٨) ، وأخرجه مسلم في الصحيح ٤ / ١٨٤٠ كتاب الفضائل (٤٣) ، باب من فضائل إبراهيم الخليل صلىاللهعليهوسلم (٤١) ، الحديث (١٥٤ / ٢٣٧١) واللفظ عندهما : (لم يكذب إبراهيم عليهالسلام إلا ثلاث كذبات ، ثنتين منهن في ذات الله عزوجل) وليس كما جاء عند الزركشي. أن الثلاثة في ذات الله.
(٤) في المخطوطة هي (في المستحيل).
(٥) عبارة المخطوطة (فذات وضعت للذاتية).
(٦) انظر التيسير في القراءات السبع ص ١٨١.
(٧) هو أبو علي الحسين بن الفضل بن عمير البجلي الكوفي النيسابوري تقدم التعريف به في ٢ / ١١٦.