فالفراش محسوس (١) والطعام ثابت ، ووزنهما واحد ؛ وهما جسمان ، لكن يعتبر في الأول مكان التشبيه ، فإنّ التشبيه محسوس ، وصفة التشبيه غير محسوس ، فالمشبه به غير محسوس في حالة الشبه ، إذا جعل جزءا من صفة المشبّه به من حيث هو مستفرش مبثوث ، لا من حيث هو جسم ؛ وأما الطعام فهو المحسوس المعطى للمحتاجين.
وكذلك : (وطعام الّذين أوتوا الكتاب حلّ لكم وطعمكم حلّ لهم) (المائدة : ٥) ثبتت الألف في الأول ؛ لأنه سفليّ بالنسبة إلى طعامنا لمكان التشديد عليهم فيه ، وحذفت من الثاني لأنه علويّ بالنسبة إلى طعامهم ، لعلوّ ملّتنا على ملّتهم (٢).
وكذلك : (كانا يَأْكُلانِ الطَّعامَ) (المائدة : ٧٥) ، فحذفت لعلوّ هذا الطعام.
وكذلك : (غَلَّقَتِ الْأَبْوابَ) (يوسف : ٢٣) «غلّقت» فيه التكثير في العمل ، فيدخل به أيضا ما ليس بمحسوس من أبواب الاعتصام فحذفت الألف لذلك ، ويدل عليه : (وَاسْتَبَقَا الْبابَ ... وَأَلْفَيا سَيِّدَها لَدَى الْبابِ) (يوسف : ٢٥) ، فأفرد «الباب» المحسوس من أبواب الاعتصام.
وكذلك : (وَفُتِحَتْ أَبْوابُها) (الزمر : ٧٣) ؛ محذوف [لأنها] (٣) من حيث فتحت ملكوتية علوية ، و: مفتّحة لهم الأبواب (ص : ٥٠) ملكية من حيث هي لهم ، فثبتت الألف ، و (قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ) (الزمر : ٧٢) ثابتة لأنها من جهة دخولهم محسوسة سفلية. وكذلك : ([لَها] (٤) سَبْعَةُ أَبْوابٍ) (الحجر : ٤٤) من حيث حصرها العدد في الوجود ، ملكية فثبتت الألف.
وكذلك : (الْجَرادَ) (الأعراف : ١٣٣) و (الضَّفادِعَ) (الأعراف : ١٣٣) ، الأول ثابت ، فهو الذي في الواحدة المحسوسة ، والثاني محذوف لأنه ليس في الواحدة المحسوسة ، والجمع هنا ملكوتي من حيث هو آية.
وكذلك : (أن نبدّل أمثلكم) (الواقعة : ٦١) حذفت لأنها أمثال كلية لم يتعين فيها للفهم
__________________
(١) تصحفت في المخطوطة إلى (محذوف).
(٢) العبارة في المخطوطة : (لعلوّ مثلنا على مثلهم).
(٣) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(٤) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة.