موسى : (عَسى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَواءَ السَّبِيلِ) (القصص : ٢٢) فإنها هداية السبيل المحسوسة إلى مدين في عالم الملك ، بدليل قوله : (وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقاءَ مَدْيَنَ) (القصص : ٢٢).
وكذلك : (عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً) (الكهف : ٦٦).
وكذلك : (وَلا تَتَّبِعانِ) (يونس : ٨٩) ، هو في طريق الهداية لا في مسير موسى إلى ربه ، بدليل : (أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي) (طه : ٩٣) ولم يأمره بالمسير الحسيّ ، إنما أمره أن يخلفه في قومه ويصلح ، وهذا بخلاف قول هارون : (فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي) (طه : ٩٠) فإنه اتباع محسوس في ترك ما سواه ، (١) [بدليل قوله : (وَأَطِيعُوا أَمْرِي) ،] (١) وهو لا أمر له إلا الحسّيّ.
وكذلك : (فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ) (الملك : ١٨) حيث وقع ، لأنّ النكير معتبر من [جهة] (١) الملكوت ، لا من جهة أثره المحسوس ، فإن أثره قد انقضى وأخبر عنه بالفعل الماضي ، والنّكير اسم ثابت في الأزمان كلّها ، فيه التنبيه على أنه كما أخذ أولئك يأخذ غيرهم.
وكذلك : (إِنِّي أَخافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ) (الشعراء : ١٢) خاف موسى عليهالسلام أن يكذّبوه فيما جاءهم به ، وأن يكون سببه من قبله ، من جهة إفهامه لهم بالوحي ، فإنه كان عالي البيان ، لأنه كليم الرحمن ، فبلاغته لا تصل إليها أفهامهم ، فيصير إفصاحه العالي عند فهمهم النازل عقدة عليهم في اللسان ، يحتاج إلى ترجمان ؛ فإن يقع بعده تكذيب فيكون من قبل أنفسهم ، وبه تتم الحجة عليهم.
وكذلك : (إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ) (الصافات : ٥٦) ، هو الإرداء [٦٠ / ب] الأخرويّ الملكوتي.
وكذلك : (أَنْ تَرْجُمُونِ) (الدخان : ٢٠) ، ليس هو الرجم بالحجارة ، إنما هو ما يرمونه من بهتانهم.
وكذلك : (فَحَقَّ وَعِيدِ) (ق : ١٤) ، (لِمَنْ خافَ [مَقامِي وَخافَ]) (٢) وَعِيدِ (إبراهيم : ١٤) هو الأخرويّ الملكوتيّ.
وكذلك : (فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ) (الفجر : ١٥) ، (رَبِّي أَهانَنِ) (الفجر : ١٦) هذا
__________________
(١) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(٢) ساقط من المخطوطة.