مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صالِحاً مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ ...) الآية (الأعراف : ٧٥).
وقوله تعالى : (لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ) (يونس : ٦٤) وفسّرها في موضع آخر بقوله : (تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) (فصلت : ٣٠). ومنه حكاية عن فرعون [لعنه الله] (١) (وَما أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ الرَّشادِ) (المؤمن : ٢٩) فردّ عليه في قوله : (وَما أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ) (هود : ٩٧).
وقوله : (يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ) (المجادلة : ١٨) وذكر هذا الحلف (٢) في قوله : (قالُوا وَاللهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ) (الأنعام : ٢٣).
وقوله في [قصة نوح عليهالسلام] (٣) (أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ) (القمر : ١٠) بيّن في مواضع أخر : (وَنَصَرْناهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا) (الأنبياء : ٧٧). وقوله : (وَقالُوا قُلُوبُنا غُلْفٌ) (البقرة : ٨٨) أي أوعية للعلم ، فقيل لهم : (وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ [إِلاَّ]) (٤) قَلِيلاً (الإسراء : ٨٥).
وجعل بعضهم من هذا قوله تعالى : (قالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ) (الأعراف : ١٤٣) قال : فإن آية البقرة وهي قوله : (حَتَّى نَرَى اللهَ جَهْرَةً) (الآية : ٥٥) تدل على أن قوله : (رَبِّ أَرِنِي) لم يكن عن نفسه ، وإنما أراد به مطالبة قومه ، ولم يثبت في التوراة أنه سأل الرؤية إلا وقت حضور قومه معه ، وسؤالهم ذلك.
ومن ذلك قوله تعالى : (صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) (الفاتحة : ٧) بيّنه في آية النساء بقوله : (مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ) (الآية : ٦٩) فإن قيل : فهلا فسّرها آية مريم : (أُولئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ ...) (الآية : ٥٨) الآية! قيل لا نسلّم أولا أن هذه الآية في النبيين فقط ، لقوله (وَمِمَّنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ) وقوله : (وَمِمَّنْ هَدَيْنا وَاجْتَبَيْنا) (مريم : ٥٨) وهذا تصريح
__________________
(١) ليست في المخطوطة.
(٢) تصحفت في المخطوطة إلى (الخلاف).
(٣) ما بين الحاصرتين ليس في المخطوطة والعبارة فيها (وقوله في القمر).
(٤) ساقطة من المطبوعة.