الذي يرفع الكلم الطيب ؛ وكلاهما صحيح ؛ لأن الإيمان فعل وعمل ونية لا يصح بعضها إلا ببعض.
وقوله تعالى : (فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً* فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً) (العاديات : ٤ و ٥) فالهاء الأولى كناية عن الحوافر وهي موريات ، أي أثرن بالحوافر نقعا ، والثانية كناية عن الإغارة ، أي المغيرات صبحا (فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً) (الآية : ٥) جمع المشركين ، فأغاروا بجمعهم.
وقد صنف ابن الأنباري كتابا في تعيين الضمائر الواقعة في القرآن في مجلدين (١)
(الرابع) : من مواقع الوقف والابتداء (٢) ، كقوله تعالى : (وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) (آل عمران : ٧) فقوله : (الرَّاسِخُونَ) ، [يحتمل أن] (٣) يكون معطوفا على اسم الله تعالى ، ويحتمل أن يكون [ابتداء] (٣) كلام. وهذا الثاني هو الظاهر ويكون حذف «أما» المقابلة (٤) كقوله [تعالى] (٥) : (فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ) (آل عمران : ٧) ويؤيده آية البقرة : (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ ما ذا أَرادَ اللهُ بِهذا مَثَلاً) (الآية : ٢٦).
(الخامس) : من جهة (٦) غرابة اللفظ كقوله تعالى : (فَلا تَعْضُلُوهُنَ) (البقرة : ٢٣٢) (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ) (الحج : ١١) (وَسَيِّداً وَحَصُوراً) (آل عمران : ٣٩) وغير ذلك مما صنّف فيه العلماء من كتب غريب القرآن (٧).
(السادس) : من جهة كثرة استعماله الآن ، كقوله تعالى : (أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ) (ق : ٣٧). [و (يُلْقُونَ السَّمْعَ]) (٨) وَأَكْثَرُهُمْ كاذِبُونَ (الشعراء : ٢٢٣)
__________________
(١) وهو «كتاب المذكر والمؤنث» لابن الأنباري ، محمد بن القاسم بن بشار ، أبي بكر (ت ٣٢٨ ه) طبع بتحقيق د. طارق عبد عون الجنابي في وزارة الأوقاف العراقية ببغداد ط ١ ، ١٣٩٨ ه / ١٩٧٨ م في ٢ مج ، ٩١١ ص ، وأعيد طبعه بدار الرائد العربي في بيروت ط ٢ ، ١٤٠٦ ه / ١٩٨٦ م.
(٢) راجع النوع الرابع والعشرون من هذا الكتاب ١ / ٣٢٤.
(٣) ساقطة من المخطوطة.
(٤) في المخطوطة (قبله).
(٥) ليست في المطبوعة.
(٦) في المخطوطة (وجه).
(٧) راجع النوع الثامن عشر من هذا الكتاب ١ / ٢٩١.
(٨) ليست في المخطوطة.