وقوله : (أُولئِكَ مُبَرَّؤُنَ مِمَّا يَقُولُونَ) (النور : ٢٦) يعني عائشة وصفوان. وقوله تعالى : (كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ) (الشعراء : ١٠٥) والمراد بالمرسلين نوح ، كقولك : فلان يركب الدوابّ ويلبس البرود ، وما له إلا دابة وبرد. قاله الزمخشري (١). وقوله [تعالى] (٢) : (إِنْ نَعْفُ عَنْ طائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طائِفَةً) (التوبة : ٦٦) قال قتادة : «هذا رجل كان لا يمالئهم على ما كانوا يقولون في النبي صلىاللهعليهوسلم ، فسماه الله سبحانه [وتعالى] طائفة (٣)». وقال البخاري : «ويسمى الرجل طائفة». وقوله : (لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خِلالٌ) (إبراهيم : ٣١) والمراد «خلّة» ، بدليل الآية الأخرى (البقرة : ٢٥٤) والموجب للجمع مناسبة رءوس الآي.
(فائدة) وأما قوله تعالى : (وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً) (الفرقان : ٧٤) فجوّز الفارسي (٤) فيه تقديرين : (أحدهما) : أن «إمام» هنا جمع ، لأنه المفعول الثاني لجعل ، والمفعول الأول جمع ، والثاني هو الأول ، فوجب أن يكون جمعا ، وواحده «آم» لأنه قد سمع هذا في واحده ، قال تعالى : (وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرامَ) (المائدة : ٢) فهذا [جمع] (٥) «آم» مسلّما وقياسه على حدّ قيام وقائم ، فأما أئمة فجمع «إمام» الذي هو مقدّر على حدّ عنان وأعنّة ، وسنان وأسنّة ، والأصل أيمّة ، فقلبت الياء. (والثاني) : أنه جمع لإمام (٦) ، لأن المعنى «أئمة» [١١٥ / ب] فيكون «إمام» على هذا واحدا ، وجمعه أئمة.
وقال ابن الضّائع (٧) : قيدت عن شيخنا الشّلوبين (٨) فيه احتمالين غير هذين : أن يكون
__________________
(١) انظر الكشاف ٣ / ١٢٠.
(٢) ليست في المخطوطة.
(٣) قول قتادة ذكره الطبري في التفسير ١٠ / ١٢٠ (عن بعضهم). وذكره السيوطي في الدر المنثور ٣ / ٣٥٥ عن الكلبي.
(٤) هو أبو علي الفارسي ، الحسن بن أحمد بن عبد الغفار ، صاحب كتاب «الحجة في القراءات» ذكر قوله ابن منظور في لسان العرب ١٢ / ٢٦ مادة (أمم) وليس في القسم المطبوع من «الحجة».
(٥) ساقطة من المخطوطة.
(٦) في المخطوطة (لآم).
(٧) هو علي بن محمد بن علي الكتامي ، أبو الحسن المعروف بابن الضائع إمام في النحو بلغ الغاية فيه ولازم الشلوبين وفاق أصحابه بأسرهم ، وله في مشكلات «الكتاب» عجائب وقرأ ببلده أيضا الأصلين. وكان متقدما في هذه العلوم الثلاثة ، وله من التصانيف «شرح الجمل» و «شرح كتاب سيبويه» ت ٦٨٠ ه بغية الوعاة ٢ / ٢٠٤).
(٨) هو عمر بن محمد بن عمر بن عبد الله الأزدي الأندلسي النحوي المعروف بالشلوبين ، ولد سنة ٥٦٢ ه.