٥٥) أي مظهورا فيه ، ومنه ظهرت به فلم ألتفت إليه. أما (١) نحو : (فَلَهُ عَذابٌ أَلِيمٌ) (البقرة : ١٧٨) فقال بعض النحويين : إنه بمعنى «مؤلم» وردّه النّحاس (٢) ، بأن «مؤلما» يجوز أن يكون [قد] (٣) آلم ثم زال ، و «أليم» أبلغ ، لأنه يدلّ على الملازمة ، قال : ولهذا منع النحويون إلا سيبويه (٤) أن يعدّى «فعيل».
ومنه مجيء المصدر على «فعول» ، كقوله تعالى : (لِمَنْ أَرادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرادَ شُكُوراً) (الفرقان : ٦٢) وقوله : (لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلا شُكُوراً) (الإنسان : ٩) فإنه ليس المراد الجمع هنا ، بل المراد : لا نريد منكم شكرا [أي] (٥) أصلا ، وهذا أبلغ في قصد الإخلاص في نفي الأنواع. وزعم السّهيليّ أنه جمع «شكر» ، وليس كذلك لفوات هذا المعنى.
ومنها إقامة الفاعل مقام المصدر ، نحو : (لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ) (الواقعة : ٢) أي تكذيب ، وإقامة المفعول مقام المصدر ، نحو : (بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ) (القلم : ٦) أي الفتنة.
ومنه وصف الشيء بالمصدر ، كقوله تعالى : (فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي) (الشعراء : ٧٧) قالوا : إنما وحّده ، لأنه في معنى المصدر ، كأنه قال : «فإنهم عداوة».
ومجيء المصدر بمعنى المفعول ؛ كقوله تعالى : (وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ) (البقرة : ٢٥٥) أي من معلومه. وقوله : (ذلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ) (النجم : ٣٠) أي من العلوم. وقوله : (صُنْعَ اللهِ) (النمل : ٨٨) أي مصنوعه. وقوله : (هذا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي) (الكهف : ٩٨) أي مترحم ، قاله الفارسي. وكذا قوله : (فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ) (الكهف : ٩٥) أي مقوّى به ، ألا ترى أنه أراد منهم زبر الحديد والنفخ عليها!. وقوله : (وَقَدْ خابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً) (طه : ١١١) أي مظلوما فيه.
__________________
(١) في المخطوطة (وأما).
(٢) هو أحمد بن محمد بن إسماعيل أبو جعفر النحاس ، تقدم التعريف به في ١ / ٣٥٦. وانظر قوله في كتابه «القطع والائتناف» ص ١١٩ في الكلام على الآية (١٠) من سورة البقرة.
(٣) ساقطة من المخطوطة.
(٤) انظر الكتاب لسيبويه ٤ / ١٤ ـ ١٥ ، باب بناء الأفعال التي هي أعمال ... (بتحقيق عبد السلام هارون).
(٥) ساقطة من المطبوعة.