(الثاني) : الاختصاص ، وهو كالنداء إلا أنه لا حرف فيه.
(الثالث) : التنبيه ، نحو : (يا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذا) (مريم : ٢٣) لأن (١) حرف النداء يختص بالأسماء.
وقال النحاس (٢) في قوله تعالى : (يا وَيْلَتى) (الفرقان : ٢٨) نداء مضاف ، والفائدة فيه أن معناه : هذا وقت حضور الويل. وقال الفارسي في قوله تعالى : (يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ) (يس : ٣٠) معناه أنه لو كانت الحسرة مما يصحّ نداه لكان هذا وقتها.
وقد اختلف في أن النداء خبر أم لا ، قال أبو البقاء (٣) في شرح «الإيضاح» : ذهب الجميع [إلى] (٤) أن قولك : «يا زيد» ليس بخبر (٥) [محتمل للتصديق والتكذيب ، إنما هو بمنزلة الإشارة والتصويت ، واختلفوا في قولك : «يا فاسق» فالأكثرون على أنه ليس بخبر] (٥) أيضا ، قال أبو عليّ الفارسي (٦) : خبر ؛ لأنه تضمّن نسبته للفسق.
ومنها الدعاء ، نحو (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ) (المسد : ١) وقوله : (قاتَلَهُمُ اللهُ) (المنافقون : ٤) (حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ) (النساء : ٩٠) (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ) (المطففين : ١).
قال سيبويه (٧) : هذا دعاء ، وأنكره ابن الطراوة (٨) لاستحالته هنا ، وجوابه أنه مصروف
__________________
(١) في المخطوطة (إلا أنّ).
(٢) هو أحمد بن محمد بن إسماعيل أبو جعفر النحاس ، تقدمت ترجمته في ١ / ٣٥٦.
(٣) هو عبد الله بن الحسين ، أبو البقاء العكبري ، تقدمت ترجمته في ١ / ١٥٩ ، وكتابه «شرح الإيضاح» طبع بتحقيق يحيى مير علم في جامعة دمشق قسم اللغة العربية بكلية الآداب (أخبار التراث العربي ١٩ / ١٨).
(٤) ساقطة من المخطوطة.
(٥) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(٦) هو الحسن بن أحمد بن عبد الغفار ، أبو علي الفارسي صاحب كتاب «الإيضاح» المتقدم.
(٧) انظر الكتاب : ١ / ٣٣١ (بتحقيق عبد السلام محمد هارون) باب من النكرة يجري مجرى ما فيه الألف واللام من المصادر والأسماء.
(٨) هو سليمان بن محمد بن عبد الله أبو الحسن ابن الطراوة المالقي ، المدعو بالشيخ الأستاذ. كان نحويا ماهرا أدبيا بارعا يقرض الشعر وينشئ الرسائل ، سمع على الأعلم «كتاب سيبويه» وعلى عبد الملك بن سراج وعنه روى السهيلي ، والقاضي عياض. من تصانيفه «الترشيح في النحو» و «المقدمات على كتاب سيبويه» وغيرها ت ٥٢٨ ه (بغية الوعاة ١ / ٦٠٢).