والخبرية ؛ كقوله تعالى في الخبر : (يا عِبادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ) (الزخرف : ٦٨) (١) [و (يا أَبَتِ هذا تَأْوِيلُ رُءْيايَ مِنْ قَبْلُ) (يوسف : ١٠٠) (وَيا قَوْمِ هذِهِ ناقَةُ اللهِ لَكُمْ آيَةً) (هود : ٦٤) (يا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى اللهِ) (فاطر : ١٥)] (١) وفي (٢) الاستفهام : (يا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ ما لا يَسْمَعُ) [ولا يبصر] (٣) (مريم : ٤٢) (وَيا قَوْمِ ما لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجاةِ) (غافر : ٤١) (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ) (الصف : ٢) (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ [ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ]) (٣) (التحريم : ١) وهنا فائدتان : (إحداهما) : قال الزمخشريّ [رحمهالله] (٤) كل نداء (٥) في كتاب الله يعقبه فهم في الدين ، إما من ناحية الأوامر والنواهي التي عقدت بها سعادة الدارين ، وإما مواعظ وزواجر وقصص لهذا المعنى ؛ كل ذلك راجع إلى الدين الذي خلق الخلق لأجله ، وقامت السموات والأرض به ، فكان حق هذه أن تدرك بهذه الصيغة البليغة.
(الثانية) : النداء إنما يكون للبعيد حقيقة أو حكما ؛ وفي قوله (٦) تعالى : (وَنادَيْناهُ مِنْ جانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْناهُ نَجِيًّا) (مريم : ٥٢) لطيفة ؛ فإنه تعالى بيّن (٧) أنه كما ناداه ناجاه أيضا ؛ والنداء مخاطبة الأبعد ، والمناجاة مخاطبة الأقرب ؛ ولأجل هذه اللطيفة أخبر سبحانه عن مخاطبته لآدم وحواء بقوله : (وَقُلْنا يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ) (البقرة : ٣٥) وفي (٨) [موضع : (وَيا آدَمُ] (٩) اسْكُنْ) (الأعراف : ١٩) ثم لما حكى عنهما ملابسة المخالفة ، قال في وصف خطابه (١٢) لهما : (وَناداهُما رَبُّهُما) (الأعراف : ٢٢) فأشعر هذا اللفظ بالبعد لأجل المخالفة ، كما أشعر اللفظ الأول بالقرب عند السلامة منها.
وقد يستعمل النداء في غير معناه مجازا في مواضع :
(الأول) : الإغراء والتحذير ، وقد اجتمعا في قوله تعالى : (ناقَةَ اللهِ وَسُقْياها) (الشمس : ١٣) والإغراء أمر معناه الترغيب والتحريض ، ولهذا خصّوا به المخاطب.
__________________
(١) الآيات بين الحاصرتين ليست في المطبوعة.
(٢) في المخطوطة (ويأتي في).
(٣) ليست في المخطوطة.
(٤) ليست في المخطوطة.
(٥) عبارة المخطوطة (أي كل هذا).
(٦) في المخطوطة (كقوله).
(٧) في المخطوطة (كما بيّن).
(٨) ما بين الحاصرتين ليس في المخطوطة.
(٩) في المخطوطة (خطابهما).