و «هل» لا تقع تقريرا كما يقع (١) غيرها [مما هو] (٢) للاستفهام (٣). [انتهى] (٤) وقال الكنديّ (٥) : ذهب كثير من العلماء في قوله تعالى : (هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ) (الشعراء : ٧٢) إلى أن «هل» تشارك الهمزة في معنى التقرير والتوبيخ ، إلا أني رأيت أبا عليّ (٦) أبى ذلك ، وهو معذور ، فإن ذلك من قبيل الإنكار [انتهى] (٧).
ونقل الشيخ أبو حيان (٨) عن سيبويه (٩) أن استفهام التقرير لا يكون ب «هل» إنما تستعمل فيه الهمزة. ثم نقل عن بعضهم أن «هل» تأتي تقريرا [كما] (١٠) في قوله تعالى : (هَلْ فِي ذلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ) (الفجر : ٥) والكلام مع التقرير موجب ، ولذلك يعطف عليه صريح الموجب ، ويعطف على صريح الموجب.
فالأول كقوله : (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى * وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى) (الضحى : ٦ ، ٧) وقوله : (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ* وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ) (الانشراح : ١ ، ٢) (أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ [وَأَرْسَلَ]) (١١) (الفيل : ٢ ـ ٣).
__________________
والبغدادي في الخزانة ٢ / ٤٨٢ وصدر البيت حتّى إذا كاد الظّلام يختلط ورواية ابن عقيل ٢ / ١٥٨ : حتّى إذا جنّ الظلام واختلط وقال العيني في شرح الشواهد المطبوع بهامش خزانة الأدب ٤ / ٦١ و ٦٢ : «ذكره المبرد ونسبه إلى راجز ولم يعين اسمه وقيل هو العجاج» ، وانظر كتاب الانتصاف من الإنصاف ١ / ١١٥ لمحمد محيي الدين عبد الحميد المطبوع مع كتاب الإنصاف لأبي البركات الأنباري.
(١) في المخطوطة (يفتح).
(٢) ساقطة من المخطوطة.
(٣) في المخطوطة (الاستفهام).
(٤) ساقطة من المطبوعة.
(٥) هو زيد بن الحسن بن زيد الكندي ، تقدمت ترجمته في ١ / ٤٠٢. وقد ذكر قوله السيوطي في الإتقان ٣ / ٢٣٦.
(٦) هو أبو علي الفارسي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار ، تقدم.
(٧) ساقطة من المطبوعة.
(٨) هو محمد بن يوسف ، أثير الدين أبو حيان النحوي الأندلسي ، تقدمت ترجمته في ١ / ١٣٠.
(٩) انظر الكتاب لسيبويه ٣ / ١٧٥ (بتحقيق عبد السلام محمد هارون) باب «أو».
(١٠) ساقطة من المطبوعة.
(١١) ليست في المطبوعة.