أدخلت على «ليس» ألف الاستفهام كانت (١) تقريرا ودخلها معنى الإيجاب فلم يحسن معها «أحد» ؛ لأن «أحدا» إنما يجوز مع حقيقة النفي ؛ لا تقول : أليس أحد في الدار ؛ لأن المعنى يؤول إلى قولك : أحد في الدار ، وأحد لا تستعمل في الواجب. [انتهى] (٢).
وأمثلته كثيرة ، كقوله تعالى : (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ) (الأعراف : ١٧٢) أي [إني] (٢) أنا ربكم. وقوله (أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى) (القيامة : ٤٠). (أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) (يس : ٨١) (أَلَيْسَ اللهُ بِكافٍ عَبْدَهُ) (الزمر : ٣٦).
(أَلَيْسَ اللهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقامٍ) (الزمر : ٣٧) (أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْكافِرِينَ) (الزمر : ٣٢). (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ يُتْلى) [١٢٩ / ب](عَلَيْهِمْ) (العنكبوت : ٥١) ومنه قوله صلىاللهعليهوسلم : «أينقص الرّطب إذا جف (٣)» ، وقول جرير :
ألستم خير من ركب المطايا (٤)
واعلم أن في جعلهم الآية الأولى من هذا النوع إشكالا ، لأنه لو خرج الكلام عن النفي لجاز أن يجاب بنعم ، وقد قيل : إنهم لو قالوا : «نعم» كفروا ، ولما حسن دخول [الباء] (٥)
__________________
(١) في المخطوطة (كان).
(٢) ليست في المطبوعة.
(٣) الحديث من رواية سعد بن أبي وقاص رضياللهعنه ، أخرجه مالك في الموطأ ٢ / ٦٢٤ ، كتاب البيوع (٣١) ، باب ما يكره من بيع التمر (١٢) ، الحديث (٢٢) ، والشافعي في الأم ٣ / ١٩ كتاب البيوع ، باب الربا الحديث (٥٥١) ، وأبو داود في السنن ٣ / ٦٥٤ ـ ٦٥٧ كتاب البيوع (١٧) ، باب في التمر بالتمر (١٨) ، الحديث (٢٣٥٩) والترمذي في السنن ٣ / ٥٢٨ ، كتاب البيوع (١٢) ، باب ما جاء في النهي عن المحاقلة والمزابنة (١٤) ، الحديث (١٢٢٥) ، وقال : «حسن صحيح» والنسائي في المجتبى من السنن ٧ / ٢٦٨ ـ ٢٦٩ ، كتاب البيوع (٤٤) ، باب. اشتراء التمر بالرطب (٣٦) ، وابن ماجة في السنن ٢ / ٧٦١ ، كتاب التجارات (١٢) ، باب بيع الرطب بالتمر (٥٣) ، الحديث (٢٢٦٤) ، وابن حبّان ذكره ابن بلبان في الإحسان بترتيب صحيح ابن حبّان ٧ / ٢٣٤ ، باب البيع المنهي عنه ، ذكر العلة التي من أجلها زجر عن بيع الثمر بالثمر ، الحديث (٤٩٨٢). والحاكم في المستدرك ٢ / ٣٨ ـ ٣٩ ، كتاب البيوع ، باب النهي عن بيع الرطب بالتمر ، والبيهقي في السنن ٥ / ٢٩٤ ـ ٢٩٥ كتاب البيوع ، باب ما جاء في النهي عن بيع الرطب بالتمر.
(٤) هذا صدر بيت وعجزه : وأندى العالمين بطون راح من قصيدة له يمدح بها عبد الملك مروان ، وهو في ديوانه ص ٧٧ (طبعة دار صادر).
(٥) ساقطة من المخطوطة.