(الخامس) : التنبيه ، وهو من أقسام الأمر ، كقوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ) (البقرة : ٢٥٨). (أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَ) (الفرقان : ٤٥).
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ) (البقرة : ٢٤٣) ، (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ) (الفيل : ١). والمعنى في كل ذلك : انظر بفكرك في هذه الأمور وتنبه. وقوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً) (الحج : ٦٣) حكاه صاحب (١) «الكافي» عن الخليل ، ولذلك (٢) رفع الفعل ولم ينصبه.
وجعل منه بعضهم (فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ) (التكوير : ٢٦) للتنبيه على الضلال. وقوله تعالى : (وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِيمَ) (البقرة : ١٣٠).
(السادس) : الترغيب ، كقوله [تعالى] (٣) : (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً) (الحديث : ١١) (هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ (٤) [مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ (٤)) (الصف : ١٠).
(السابع) : التمني ، كقوله : (فَهَلْ لَنا مِنْ شُفَعاءَ) (الأعراف : ٥٣). (أَنَّى يُحْيِي هذِهِ اللهُ بَعْدَ مَوْتِها) (البقرة : ٢٥٩) قال العزيزيّ (٥) في «تفسيره» : أي كيف ، وما أعجب معاينة الإحياء!
(الثامن) : الدعاء ، وهو كالنهي ، إلا أنه من الأدنى إلى الأعلى ، كقوله تعالى : (أَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ) (الأعراف : ١٥٥). وقوله : (أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها) (البقرة : ٣٠) وهم لم يستفهموا ، لأن الله قال : (إِنِّي جاعِلٌ (٦) [فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً] (٦)) (البقرة : ٣٠) ، وقيل : المعنى إنك ستجعل ؛ وشبّهه أبو عبيدة (٧) بقول الرجل لغلامه وهو يضربه : ألست الفاعل كذا!
__________________
(١) لعله أبو جعفر النحاس وكتابه «الكافي في النحو» ذكره ياقوت في معجم الأدباء ٤ / ٢٢٨.
(٢) في المخطوطة (وكذلك).
(٣) ليست في المخطوطة.
(٤) تمام الآية ليست في المطبوعة.
(٥) هو محمد بن عزيز أبو بكر العزيزي السجستاني تقدم التعريف به وبكتابه في ١ / ٣٩٣ ، وانظر قوله في نزهة القلوب ص ٦.
(٦) ما بين الحاصرتين ليس في المخطوطة.
(٧) انظر مجاز القرآن ١ / ٣٦.