وقيل : بل هو تعجب ، وضعّف. وقال النحاس (١) : الأولى ما قاله ابن مسعود وابن عباس رضياللهعنهما ، ولا مخالف لهما : أن الله تعالى لما قال : (إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) (البقرة : ٣٠) قالوا : وما ذاك الخليفة! يكون له ذرية يفسدون ، ويقتل بعضهم بعضا! وقيل : المعنى : أتجعلهم فيها أم تجعلنا ، وقيل : المعنى : تجعلهم وحالنا هذه أم يتغير.
(التاسع والعاشر) : العرض والتحضيض ، والفرق بينهما : الأول طلب برفق والثاني بشق ؛ فالأول كقوله تعالى : (أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ) (النور : ٢٢). [والثاني] (٢) (أَلا تُقاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ) (التوبة : ١٣) [١٣٠ / ب] ومن الثاني : (أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ* قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلا يَتَّقُونَ) (الشعراء : ١٠ و ١١) المعنى ائتهم وأمرهم بالاتقاء (٣).
(الحادي عشر) : الاستبطاء ، كقوله : (مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) (يس : ٤٨) بدليل : (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ) (الحج : ٤٧). ومنه ما قال صاحب «الإيضاح» (٤) البيانيّ : (حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتى نَصْرُ اللهِ) (البقرة : ٢١٤). وقال الجرجاني : في الآية تقديم وتأخير ؛ أي «حتى يقول الرسول : ألا إنّ نصر الله قريب (٥) [والذين آمنوا : متى نصر الله؟] (٥)» وهو حسن.
(الثاني عشر) : الإياس (فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ) (التكوير : ٢٦).
(الثالث عشر) : الإيناس نحو : (وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسى) (طه : ١٧). وقال
__________________
(١) هو أحمد بن محمد بن إسماعيل ، أبو جعفر النحاس ، تقدم في ١ / ٣٥٦.
(٢) ساقطة من المخطوطة.
(٣) تصحفت في المخطوطة إلى (الاتفاق).
(٤) هو محمد بن عبد الرحمن بن عمر بن أحمد ، أبو المعالي ، جلال الدين القزويني الشافعي العلامة ، قال ابن حجر : ولد سنة ٦٦٦ ه ، واشتغل وتفقه ، حتى ولي قضاء ناحية بالروم وله دون العشرين ، ثم قدم دمشق واشتغل بالفنون ، وأتقن الأصول والعربية والمعاني والبيان. من تصانيفه «تلخيص المفتاح في المعاني والبيان» وهو أجلّ المختصرات فيه ، و «إيضاح التلخيص» ت ٧٣٩ ه (بغية الوعاة ١ / ١٥٦) وكتابه «الإيضاح لمختصر تلخيص المفتاح في المعاني والبيان والبديع» طبع في القاهرة بمطبعة محمد علي صبيح عام ١٣٧٣ ه / ١٩٥٤ م. وانظر قوله في الكتاب ص ٨١.
(٥) ما بين الحاصرتين ليس في المخطوطة.