بالمؤمنين ؛ وذلك في [يوم الفصل] (١) : (يَوْمَ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالْمُنافِقاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ) (الحديد : ١٣).
والثاني في سورة الكهف : (وَيَقُولُونَ يا وَيْلَتَنا ما لِهذَا الْكِتابِ لا يُغادِرُ صَغِيرَةً) (الآية : ٤٩) ؛ وهؤلاء قطعوا بزعمهم [وصل] (١) جعل الموعد لهم بوصل إحصاء الكتاب ، وعدم مغادرته لشيء من أعمالهم في إضافتها إلى الله ، فلذلك ينكرون على الكتاب في الآخرة ، ودليل ذلك ظاهر من سياق خبرهم في تلك الآيات من الكهف.
والثالث في سورة الفرقان : (وَقالُوا ما لِهذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ) (الآية : ٧) ، فقطعوا وصل الرسالة لأكل الطعام فأنكروا ، فقطعوا قولهم هذا ليزول عن اعتقادهم أنه رسول ، فقطع اللاّم علامة لذلك.
والرابع في المعارج : (فَما لِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ) (الآية : ٣٦) ، هؤلاء الكفار تفرقوا جماعات مختلفات ، كما يدل عليه (عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ عِزِينَ) (المعارج : ٣٧) ، قطعوا وصلهم في قلوبهم بمحمد صلىاللهعليهوسلم ، فقطع الله طمعهم في دخول الجنّة ؛ ولذلك قطعت اللام علامة عليه.
* ومن ذلك (٢) : (ابْنَ أُمَ) في الأعراف (الآية : ١٥٠) مفصول ، على الأصل ، وفي طه ابنؤم (الآية : ٩٤) موصول لسرّ لطيف ؛ وهو أنه لما أخذ موسى برأس أخيه اعتذر إليه فناداه من قرب على الأصل الظاهر في الوجود ، ولما تمادى ناداه بحرف النداء ، ينبّهه لبعده عنه في الحال ، لا في المكان ، مؤكدا لوصلة الرّحم بينهما بالربط ؛ فلذلك وصل في الخط ، ويدل عليه نصب «الميم» ليجمعهما الاسم بالتعميم.
* ومن ذلك ستة أحرف لا توصل بما بعدها ، وهي : الألف ، والواو ، والدال ، والذال ، والراء ، والزاي ؛ لأنها علامات لانفصالات ونهايات ، وسائر الحروف توصل في الكلمة الواحدة.
__________________
(١) ساقط من المخطوطة.
(٢) انظر المقنع ص ٧٦ باب ذكر ما رسم في المصاحف من الحروف المقطوعة على الأصل والموصولة على اللفظ ، ذكر ابن أم