(الطور : ٩ و ١٠) (وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ) (النمل : ٨٨) (فَدُكَّتا دَكَّةً واحِدَةً) (الحاقة : ١٤) (إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها) (الزلزلة : ١) (فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً) (يوسف : ٥) وهو كثير.
قالوا : وهو عوض عن تكرار الفعل مرتين ؛ فقولك : «ضربت ضربا» (١) [بمنزلة قولك : «ضربت ، ضربت»] (١) ثم عدلوا عن ذلك واعتاضوا عن الجملة بالمفرد.
وليس منه قوله تعالى : (وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الظُّنُونَا) (٢) (الأحزاب : ١٠) بل هو جمع «ظنّ» ، وجمع لاختلاف أنواعه ؛ قاله ابن الدهان (٣).
ثم اختلفوا في فائدته ، فقيل : إنه يرفع المجاز عن الفاعل ، فإنك تقول. «ضرب الأمير اللصّ» ، ولا يكون باشر بل أمر به ؛ [فإذا قلت] (٤) «ضربا» علم أنه باشر. وممن نص على ذلك ثعلب في «أماليه» (٥) ، وابن عصفور في «شرح الجمل الصغير» (٦). والصواب أنّه إنما يرفع الوهم عن الحديث لا عن المحدّث عنه ؛ فإذا قلت : «ضرب الأمير» احتمل مجازين : أحدهما إطلاق الضرب على مقدماته ، والثاني إطلاق الأمير على أمره ، فإذا أردت رفع الأول أتيت بالمصدر ، فقلت : «ضربا» ، وإن أردت الثاني قلت : «نفسه» أو «عينه».
ومن هذا (٧) [١٣٩ / أ] يعلم ضعف استدلال أصحابنا على المعتزلة في إثبات كلام الله
__________________
(١) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(٢) تصحفت في المخطوطة إلى (الظنون).
(٣) هو سعيد بن المبارك بن علي بن الدهان ، أبو محمد البغدادي : عالم فاضل له معرفة كاملة بالنحو ، ويد باسطة في الشعر ، كتب الكثير من كتب الأدب بخطّه ، تصدر بالموصل للإقراء والإفادة والتصنيف له الكثير من المصنفات منها «الفصول في النحو» و «شرح الإيضاح» ت ٥٦٩ ه (إنباه الرواة ٢ / ٤٧).
(٤) ساقطة من المخطوطة.
(٥) كتاب «الأمالي» لثعلب مخطوط في المكتبة العمومية باستنبول (بروكلمان (بالعربية) ٢ / ٢١٣).
(٦) كتاب «الجمل في النحو» عنوان واحد لكتابين (الأول) لعبد القاهر الجرجاني (منظومة) (والثاني) لأبي القاسم الزجاجي ، وابن عصفور شرح الكتابين ، إلا أنه شرح كتاب الزجاجي ثلاثة شروح : كبير وأوسط وصغير ، وهذا الأخير هو المقصود هنا ، غير أن صاحب «كشف الظنون» ذكر أن الشروح الثلاثة هي الكتاب الجرجاني ، ولكن أحد الفضلاء كتب بخطه على هامش الأصل لكتاب «كشف الظنون» أن الشروح الثلاثة هي لجمل الزجاجي (انظر البلغة : ١٦٠ ، كشف الظنون ١ / ٦٠٣ ، وبغية الوعاة ٢ / ٢١٠) ، «وشرح الجمل الصغير» للزجاجي مخطوط بمكتبة ليدن ٤٣ ، والأمبروزيانا ١٥٤ ، والتيمورية (انظر مجلة المجمع العلمي ٣ / ٣٤١).
(٧) في المخطوطة (هنا).