والمعنى : «إلاّ أن يشاء ربي أمرا» أو وضع (١) موضع المصدر. وانظر كيف ذكر مفعول المشيئة. وقول البيانيّين : إنه يجب حذفه إذا كان عاما. وأما قوله [تعالى] (٢) : (دَكًّا دَكًّا) (الفجر : ٢١) فالمراد به التتابع ، أي دكّا بعد دكّ ، وكذا قوله : (صَفًّا صَفًّا) (الفجر : ٢٢) أي صفّا يتلوه صفّ ، ولو اقتصر على الواحد لا يحتمل صفّا واحدا.
وأما قوله تعالى : (إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها) (الزلزلة : ١) فإن إضافة الزلزال إليها يفيد (٣) معنى ذاتها وهو زلزالها المختص بها ، المعروف منها المتوقع! كما تقول : غضب زيد غضبه (٤) [وقاتل زيد قتاله ، أي غضبه] (٤) الذي يعرف منه ، وقتاله المختص به ، كقوله :
أنا أبو النّجم وشعري شعري (٥)
واعلم أن القاعدة في المصدر والمؤكد (٦) أن يجيء اتباعا لفعله ، نحو : (وَكَلَّمَ اللهُ مُوسى تَكْلِيماً) (النساء : ١٦٤) وقد يخرج عنها نحو قوله [تعالى] (٧) : (وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً) (المزمل : ٨) وقوله تعالى : (فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذاباً) (المائدة : ١١٥) وقوله [تعالى] (٧) (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً) (الحديد : ١١) وقوله [تعالى] (٧) : (أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً) (نوح : ١٧) (٨) [ولم يقل «تبتّلا» و «تعذيبا» و «إقراضا» و «إنباتا».
واختلف في ذلك على أقوال :
(أحدها) : أنه وضع الاسم منها موضع المصدر.
(الثاني) : أنه منصوب بفعل مضمر يجري عليه المصدر ؛ ويكون ذلك الفعل الظاهر دليلا على المضمر ، فالمعنى (وَاللهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً) (نوح : ١٧) فنبتّم نباتا] (٨) وهو (٩)
__________________
(١) في المخطوطة (وموضوع).
(٢) ليست في المخطوطة.
(٣) في المخطوطة (تقييد).
(٤) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(٥) تقدم هذا البيت في ٢ / ٣٥٤.
(٦) في المخطوطة (المذكور).
(٧) ليست في المخطوطة.
(٨) ما بين الحاصرتين ليس في المخطوطة.
(٩) في المخطوطة (وهو).