حرفا فظهرت القدرة في الإعجاز بوضع معنى معبّر عنه مكتوب ، مدده السبعة الأبحر ، لا ينفد ، عدد حروفه خمسون كلمة ، ثم يعبر عن معنى الخمسين كلمة خمسة عشر كلمة وذلك كله بيان لعظم القدرة والانفراد بالوحدانية» (١).
وقال أبو العباس أحمد بن المنيّر المالكيّ (٢) : كان جدي (٣) رحمهالله يقول : اشتملت آية الكرسي على ما لم يشتمل عليه اسم من أسماء الله تعالى ؛ وذلك أنها مشتملة على سبعة عشر موضعا فيها اسم الله [تعالى] ظاهرا في بعضها ، ومستكنّا في بعض ، ويظهر للكثير من العادّين فيها ستة عشر إلاّ على [بصير] (٤) حاد البصيرة لدقة استخراجه : ١ (اللهُ) ، ٢ ـ (هُوَ) ، ٣ ـ (الْحَيُ) ، ٤ ـ (الْقَيُّومُ) ، ٥ ـ ضمير (لا تَأْخُذُهُ) ، ٦ ـ ضمير (لَهُ) ، ٧ ـ ضمير (عِنْدَهُ) ، ٨ ـ ضمير (إِلاَّ بِإِذْنِهِ) ، ٩ ـ ضمير (يَعْلَمُ) ، ١٠ ـ ضمير (عِلْمِهِ) ، ١١ ـ ضمير (شاءَ) ، ١٢ ـ ضمير (كُرْسِيُّهُ) ، ١٣ ـ ضمير (يَؤُدُهُ) ، ١٤ ـ (وَهُوَ) ، ١٥ ـ (الْعَلِيُ) ، ١٦ ـ (الْعَظِيمُ) فهذه عدّة الأسماء.
وأما الخفيّ [في] (٥) الضمير الذي اشتمل عليه المصدر في قوله : (حِفْظُهُما) فإنه مصدر مضاف إلى المفعول ، وهو الضمير البارز ، ولا بدّ له من فاعل وهو (اللهُ) ويظهر عند فكّ المصدر ، فتقول : ولا يئوده أن يحفظهما هو» (٦).
قال : وكان الشيخ أبو عبد الله محمد بن [أبي] (٧) الفضل المرسيّ قد رام الزيادة على هذا
__________________
(١) قول ابن العربي ذكره السيوطي في الإتقان ٤ / ١٢٢.
(٢) تقدم التعريف به في ١ / ١٧٦.
(٣) لعل المراد بجده هنا ، جده لأمه حيث بيّنه الداودي في طبقات المفسرين ١ / ٨٩ ضمن ترجمة أحمد بن المنيّر.
إذ ساق أبياتا له وفيها :
لقد سئمت حياتي اليوم لو لا |
|
مباحث ساكن الإسكندرية |
كأحمد سبط أحمد حين يأتي |
|
بكل غريبة كالعبقرية |
ثم قال الداودي عقب الأبيات (وقوله «سبط أحمد» أشار به إلى جده لأمه وهو : كمال الدين الإمام أحمد بن فارس).
(٤) ليست في المطبوعة.
(٥) ليست في المخطوطة.
(٦) قول ابن المنيّر ذكره السيوطي في الإتقان ٤ / ١٢٢ ـ ١٢٣.
(٧) ليست في المطبوعة ، وأبو عبد الله هو محمد بن عبد الله بن محمد بن أبي الفضل السلمي المرسيّ ، الإمام