ويحتمل أنّ يكون سبب الوقوف لأجل أن المشاهد المشرفة مدفن آيات واصفياء الله ، ومرقد الأجساد الطيبة لأئمّة الهدى عليهمالسلام ، ومشهد المظاهر الالهية الكاملة ، وكأنّ المقام بعينه مقام الزّيارة في محضر الله عزّ وجلّ ، ولازم هذا المعنى الخشوع والخضوع والتّذلل والاضطراب للزائر ، ولا تحصل هذه الحالة النّفسية للانسان إلّا بوقوفه وعدم جرأته على الحركة.
كما ورد في زيارة سيّد الشّهداء عليهالسلام : «من زار قبر الحسين بشطّ فرات كان كمن نار الله في عرشه». (١)
ويحتمل أيضاً ان يكون سبب الامر بالوقوف من باب والتهيوء ، لحضور القلب ، وتخليلص النيّة ، وصدق الطّوية ، كي يستفيد من بركات وفيوضات هذا المشهد الشّريف ولا يعود الى بلده خائباً صفر اليدين.
وعلّة الامر بالشّهادتين هي : أنّ هاتين الكلمتين هما الخطوة الاولى في جادة الاستقامة ، وروح الاعمال ، وفي طريق العبودية وجذور الدّيانة ، واساس الإسلام ، ولهذا السّبب أنّهما مقدّمان على جميع الاحكام والاعمال والاقوال رتبة وميمنة وتبركاً.
وأمّا سرّ الأمر بقول «الله اكبر» حين رؤية مشاهدهم عليهمالسلام ، وجلال كبريائهم فهو عباة عن أنّ الله أكبر من كلّ كبير والكبرياء والعظمة حقيقة مختصة بذاته الرّبوبية المقدّسة وشرافة كلّ كبير وشريف من عطاياه ورشحة من رشحات كبريائه وعظمته ، أو لاستيلاء الخوف والرّعب على من يدخل ساحة كبريائهم عليهمالسلام فكان التكبير في حالة الخوف والرّعب أمر مرغوب فيه ، والمراد من السّكينة هو اطمئناان القلب بذكر الله :
__________________
(١) بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ١٠١ ، ص ٧٠ ، ثواب الاعمال : للشّيخ الصّدوق رحمه الله ، ص ٧٧.