وفي الحديث القدسي : يا ابن عمران كذب من زعم أنّه يحبّني فاذا جنّه الليل نام عنّي أليس كلّ محبّ يحبّ خلوة حبيبه ها أنا ذا يا ابن عمران مطلع على أحبائي إذا جنّهم الليل حولت أبصارهم اليّ من قلوبهم وتمثلت عقوبتي بين أعينهم يخاطبوني عن المشاهدة ويكلّموني عن المشاهدة ويكلّموني عن الحضور» (١).
وروى الشّيخ الصدوق رحمه الله في علل الشرايع عن النّبي صلىاللهعليهوآله أنّ شعيباً بكى من حبّ الله عزّ وجلّ حتى عمي فرد الله عليه بصره ثمّ بكى حتى عمي فرد الله بصره ، فلمّا كانت الرابعة أوحى الله إليه : «يا شعيب الى متى يكون هذا منك إن يكن هذا خوفاً من النار فقد أجرتك وإن يكن شوقاً الى الجنّة فقد أجبتك».
فقال شعيب عليهالسلام : «الهي وسيّدي وأنت تعلم أنّي ما بكيت خوفاً من نارك ولا شوقاً الى جنّتك ، ولكن عقد حبّك على قلبي فلست أصبر أو أراك ، فاوحي الله إليه : أمّا إذا كان هكذا فمن أجل هذا سأخدمك كليمي موسى بن عمران» (٢).
والاخبار والاثار في ذلك أكثر من أن تحصى.
انتهى كلام العلّامة شبر رحمه الله. ويكفي في مقام شرح هذه الفقرة بهذا التفصيل المذكور الذي نقل عنه.
نفهم ممّا سلف أنّ الأئمّة الأطهار عليهمالسلام تامّون في محبّة الله تعالى أي لا يعملون إلّا بمحبّة الله تعالى وفي محبّة الله تعالى وأقوالهم وأفعالهم وما أضمروا وما أظهروا أو أوامرهم ونواهيهم ودعائهم في محبّة الله تعالى والاخلاص في العبودية.
__________________
(١) بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ١٣ ، ص ٢١٩ ، ج ١٧ ، ص ١٤ ، ج ٨٧ ، ص ١٧٢.
(٢) علل الشرايع : للشّيخ الصّدوق رحمه الله ، ج ١ ، ص ٥٧ ، باب ٥١.