وأنزل فيه فسرنا (١) حتّى إذا فرغ رسول الله صلىاللهعليهوسلم من [غزوته تلك وقفل](٢) ودنونا من المدينة ، أذّن ليلة بالرّحيل ، فمشيت حتّى جاوزت الجيش فلمّا قضيت شأني أقبلت إلى الرّحل فلمست صدري ، فإذا عقد [لي](٣) من جزع أظفار قد انقطع ، فرجعت ، فالتمست عقدي فحبسني ابتغاؤه ، وأقبل الرّهط الّذين كانوا يرحلون لى وحملوه على بعيرى الّذي كنت أركبه ، وهم يحسبون أنّي فيه ؛ وكان النّساء إذ ذاك خفافا لم يهبّلهنّ ولم يغشهنّ اللّحم ، إنّما يأكلن العلقتين من الطّعام ، فلم يستنكر القوم ثقل الهودج حين رفعوه ورحلوه ، وكنت جارية حديثة السّنّ ، فبعثوا الجمل وساروا ، فوجدت عقدي بعد ما استمرّ الجيش ، فجئت منازلهم وليس بها داع ولا مجيب ، فيمّمت منزلي الّذي كنت فيه ، وظننت أنّ القوم / سيفقدوني فيرجعون ، فبينا
__________________
(١) في الأصل : «وانزل فيه حتى» وبعد «فيه» علامة لحق وفي الهامش «سيرنا» عليها وهي «صح» والتصحيح من البخاري.
(٢) في الأصل : «غزوة وفضلى» وهو خطأ محض والتصويب من البخاري.
(٣) زيادة يقتضيها السياق من البخاري.
__________________
قوله : قفل القفول : الرجوع من السفر ، وقيل : القفول : رجوع الجند بعد الغزو.
قوله جزع أظفار هو الخرز اليماني.
قوله : لم يهبّلهن اللحم أي لم يكثر عليهن ويسمنّ.
قوله : العلقتين أي يكتفي بالبلغة من الطعام أي اليسير.