البحر ، فلا ألقيها بشيء (١) إلّا أن تدعو الله إذا ألقيت أن يكون ما أريد ، فألقاها ودعا له هارون ، فقال أريد أن تكون عجلا ، فاجتمع ما كان في الحفرة من متاع أو حلية أو نحاس أو حديد فصار عجلا أجوف ليس فيه روح له خوار.
قال ابن عبّاس : لا والله ما كان له صوت قطّ ، إنّما كانت الرّيح تدخل من دبره وتخرج من فيه ، فكان ذلك الصّوت من ذلك.
فتفرّق بنو إسرائيل فرقا ، فقالت فرقة : يا سامريّ ، ما هذا وأنت أعلم به؟ قال : هذا ربّكم ، ولكنّ موسى أضلّ الطّريق ، فقالت فرقة : لا نكذّب بهذا (٢) حتّى يرجع إلينا موسى ، فإن كان ربّنا لم نكن ضيّعناه وعجزنا فيه حين رأينا ، وإن لم يكن ربّنا فإنّا نتّبع قول موسى. وقالت فرقة : هذا عمل الشّيطان ، وليس بربّنا ، ولن نؤمن به ، ولا نصدّق ، وأشرب فرقة في (٣) قلوبهم الصّدق بما قال السّامريّ في
__________________
(١) سقطت من الأصل وألحقت بالهامش وكتب فوقها «صح».
(٢) في الأصل : «فقالت فرقة لا يكون نكذب بهذا» وقد ضرب على كلمة «يكون» بالأصل.
(٣) في الأصل : «من» والتصحيح من تفسير ابن كثير وغيره.
__________________
قوله خوار هو صوت البقر.
قوله أن رأي أثرا فأخذ منه قبضة قال ابن كثير في تفسيره : قال مجاهد : من تحت حافر فرس جبريل ، قال : والقبضة ملء الكف.