من السّخرة والظّلم ما كان فيهم ، فلمّا ترعرع قالت امرأة فرعون لأمّ موسى : أزيريني / ابني ، فوعدتها يوما تزيرها إيّاه فيه.
وقالت امرأة فرعون لخزّانها وظئورها وقهارمتها : لا يبقينّ أحد منكم إلّا استقبل ابنى اليوم بهديّة وكرامة ، لأرى ذلك فيه ، وأنا باعثة أمينا يحصى كلّ ما يصنع كلّ إنسان منكم. فلم تزل الهدايا والكرامة والنّحل تستقبله من حين خرج من بيت أمّه إلى أن دخل على امرأة فرعون ، فلمّا دخل عليها نحلته وأكرمته وفرحت به ، ونحلت أمّه بحسن أثرها عليه (١) ثمّ قالت : لآتينّ فرعون فلينحلنّه وليكرمنّه ، فلمّا دخلت به عليه جعله فى حجرة ، فتناول موسى لحية فرعون ، فمدّها إلى الأرض. قال الغواة من أعداء الله لفرعون : ألا ترى ما وعد الله إبراهيم نبيّه ، إنّه زعم أن يربّك (٢) ويعلوك ويصرعك؟! فأرسل إلى
__________________
(١) في الأصل قبلى : «عليها» وقد ضرب على هذه الكلمة.
(٢) في الأصل رسمت هكذا : «ريّك» وبهامش الأصل : «يربّك» وقد وضع فوقها حرف «خ» ، وقد أورد الحافظ ابن كثير في تفسيره الحديث بالإسناد نفسه فقال في اللفظة : «يرثك» ، وعند أبي يعلى الموصلي في مسنده : «يربّك» وهو الأظهر إن شاء الله تعالى ، والله أعلم.
__________________
قوله أزيريني ابني من الزيارة والمعنى : ائتني به ليزورني.
قوله قهارمتها جمع قهرمان وهو الخازن والوكيل والحافظ لما تحت يده وهو خاص بالملك.
قوله النّحل أي العطيّة والهبة ، ويضم أوله ويكسر.
قوله الغواة من الغي.