كلّ سبط عينهم (١) الّتي يشربون منها ، فلا يرتحلون من منقلة إلّا وجدوا ذلك الحجر بالمكان الّذي كان فيه بالأمس.
رفع ابن عبّاس هذا الحديث إلى النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، وصدق ذلك عندي أنّ معاوية سمع ابن عبّاس حدّث هذا الحديث ، فأنكر عليه أن يكون الفرعونيّ الّذي أفشى على موسى أمر القتيل الّذي قتل ، فقال : كيف يفشي عليه ولم يكن علم به ، ولا ظهر عليه إلّا الإسرائيليّ الّذي حضر ذلك ، فغضب ابن عبّاس فأخذ بيد معاوية فانطلق به إلى سعد بن مالك الزّهريّ ، فقال له : يا أبا إسحاق هل تذكر يوما حدّثنا عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن قتيل موسى الّذي قتل من آل فرعون؟ ، الإسرائيليّ أفشى عليه أم الفرعونيّ؟ قال : إنّما أفشى عليه الفرعونيّ ما سمع من الإسرائيليّ شهد على ذلك وحضره.
__________________
(١) في الأصل : «منهم» وما أثبتناه من الدرّ ، وأبي يعلى ، والطحاوي.
__________________
قوله منقلة : المرحلة من مراحل السفر ، وجمعها مناقل.