أجسامهم وعددهم ، فإنّهم لا قلوب لهم ، ولا منعة عندهم ، فادخلوا عليهم الباب ، فإذا دخلتموه فإنّكم غالبون. ويقول أناس : إنّهما من قوم موسى ، فقال الّذين يخافون بنو إسرائيل (قالُوا يا مُوسى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَها أَبَداً ما دامُوا فِيها فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقاتِلا إِنَّا هاهُنا قاعِدُونَ) فأغضبوا موسى عليهالسلام ، فدعا عليهم وسمّاهم فاسقين ، ولم يدع عليهم قبل ذلك ، لما رأى منهم من المعصية وإساءتهم. حتّى كان يومئذ ، فاستجاب الله تعالى له ، وسمّاهم كما سمّاهم موسى فاسقين. فحرّمها عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض ، يصبحون كلّ يوم فيسيرون / ليس لهم قرار ، ثمّ ظلّل عليهم الغمام في التّيه ، وأنزل عليهم المنّ والسّلوى ، وجعل لهم ثيابا لا تبلى ولا تتّسخ ، وجعل بين أظهرهم حجرا مربّعا ، وأمر موسى فضربه بعصاه فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا في كلّ ناحية ثلاثة أعين ، وأعلم
__________________
قوله «الغمام» أي السحاب.
قوله «التيه» المفازة أو الأرض التي يضل فيها الإنسان ولا يهتدي فيها إلى طريق صحيح.
قوله «المن» هو طل ينزل من السماء ، قيل هو شبه العسل شديد الحلاوة وكانوا يجدونه على الشجر فيأخذونه بلا تعب ولا نصب.
قوله «كل سبط» السبط من أبناء إسحاق عليهالسلام ـ كالقبيلة من بني إسماعيل عليهالسلام ـ وسموا بذلك ليفرّق بين أبناء إسحاق وأبناء إسماعيل. فأبناء كل ولد من أولاد إسماعيل «قبيلة» ، وأبناء كل ولد من أولاد إسحاق «سبط».